الجمعة، 9 أغسطس 2013

القصر الهادى (الجزء الثالث)


-
خرج منير وفاطمة من الاوضة...
الطرقة مضلمة اوى ومفيش اى ضوء غير بعيد
مشيت فاطمة ماسكة فى ايد منير لحد ما وصلوا للحمام
فتحوا باب الحمام... لقوا طرقة مربعة ومنها اتنين حمام قصاد بعض
"هو مفيش نور هنا يا منير"
"اكيد فيه"
واتحسس منير الحيطة اللى جنب الباب
"اهو...لقيت مفتاح النور"
فتح النور... نور مهزوز متقطع بيروح وييجى
"ايه ده ...هو النور ماله بيعمل كده ليه"
"اكيد اللمبة بايظة علشان كده كانوا طفينها... انا هدخل الحمام ده وادخلى انتى هنا"
ودخل كل واحد فيهم حمام

فاطمة... الحمام كبير وواسع ومدور وله 3 ابواب
وفيه حوض واحد
وجواه 3 ابواب صغيرين ...
فتحت فاطمة بحذر واحد من الابواب الصغيرة... لقيت اخيرا الحمام
بعد ماخلصت... طلعت تغسل ايديها
الضوء بيروح وبييجى... هى بتغسل ايديها بسرعة
خلصت... بصت حواليها
"ياترى اخرج من اى باب فيهم؟؟"
احتارت وهى مش عارفة تخرج من اى باب من الابواب ال3
فكرت انها تفتح كل باب وتشوف لو لقت الباب قدامه حمام تانى يبقى هو ده اللى دخلت منه
فتحت اول باب بحذر وبطء... الباب بيزيَق وصوته بيقطع الصمت
شافت باب الحمام التانى قصادها... اطمنت ان هو ده الباب اللى دخلت منه
خرجت... ووقفت فى الطرقة الصغيرة اللى بين البابين تستنى منير
استنت ... هو مش متعود يتأخر كده فى الحمام
استنت تانى... اتأخر ... قلقت
خبطت على الباب بصوت يتناسب مع الصمت
"منير... منييييير"
مفيش رد ولا صوت مياه يدل انه لسه جوه
"كده يامنير تسيبنى وترجع"
قالت لنفسها كده...وقررت انها ترجع الاوضة تانى
دى المسافة يدوب على بُعد اوضتين

لما خرجت من الباب... الخارجى لل 2حمام
بصت لقت منظر تانى خاااالص غير الطرقة اللى فيها الاوضة بتاعتهم
رجعت تانى علشان تخرج من باب تانى من الابواب ال3 للحمام
الباب مش بيتفتح... الباب مقفول
التفتت تانى للمكان اللى اصبحت فيه...مُجبرة
لقيت نفسها فى اوضة مربعة مساحتها لا تتجاوز 20 متر
ولها باب واحد... راحت بسرعة على الباب الوحيد اللى هيخرجها من المكان المغلق اللى هى فيه
فتحت الباب... وبمجرد ما فتح الباب
شافت نفس الشكل اللى بتشوفه كل مرة
بس المرة دى معاها سيف طويل
وبحركة سريعة افقية على رقبتها
كانت الاوضة وحوائطها كلها.... دم






10-
منير دخل من باب الحمام...
وهو عبارة عن حوض و2 حمام
بعد ما خلص... غسل ايده وخرج
وهو واقف يستنى فاطمة
شاف بنت صغيرة من ضهرها ... بتعيط وماشية لوحدها فى الطرقة المضلمة
قرب منها... وكل ما يقرب منها... تبعد عنه
"مالك يا شاطرة"
البنت بتعيط وبتفرك فى عينيها... وبتقول بصوت واطى
"مامااا... ماماااا"
منير ماشى وراها زى المسحور
طلعت سلم ضيق ... طلع وراها
بتطلع.. وهو بيطلع
سلالم كتير...كتير
لحد ما وصلوا للقصر من فوق
فوقه السما.... ليل مظلم رغم توقف المطر
البنت مشيت لحد سور السطح... طلعت وقفت على السور
جرى منير عليها
"استنى هنا... هتقعى"
التفتت البنت لمنير... شاف الشكل المرعب اللى وصفته فاطمة
وش بعين واحدة وبوء كبير مفتوح من عينها لدقنها
رجع منير لورا ووقع من الخضة... قام بسرعة وهوبيقول
"فاطمة"
افتكر فاطمة والبنات... خاف عليهم
نزل يجرى... نزل الدور التالت... وكمان دور لحد ماوصل الدور التانى
بيجرى ناحية الحمام والاوضة اللى فيها البنات
مع سرعته... اهتز جزء من الارض الخشبيةالمهترئة
ووقع منير.. مكان مظلم والضوء الوحيد هو الضوء الخافت الظاهر من الفتحة اللى وقع منها
قام يحاول الخروج من المكان اللى هو فيه
مش باين اى حاجة... مشى على جنب وايده على الحيطة يتلمسها
وصلت ايده لمقبض باب... وبدون تردد فتحه
لقى نفسه فى المدخل الرئيسى للمكان اللى دخل منه
كل شئ يبدو طبيعى وهادى
اتجه للسلم.. طلع للدور التانى
مشى الطرقة الطويلة وقبل ما يوصل للاوضة
سمع صوت انين واهات
مشى ناحية الصوت... الصوت خارج من اوضة مقفولة
قرب ببطء... فتح الباب فجأة
شاف راس فاطمة متعلقة فى نص الاوضة لوحدها
والاوضة كلها ملطخة بالدم
خاف... لف بسرعة علشان يخرج
كان فيه سيف اسرع منه بيفصل رقبته عن جسمه














11-
فى الاوضة
"ماما وبابا اتأخروا اوى يا مريم"
"فعلا ... يكونوا راحوا فين كل ده"
"انا خايفة"
"طيب استنى هنا واروح كده ابص عليهم واجى"
"لالالا متسيبينيش انا خايفة"
"طيب تعالى ندور عليهم مع بعض"
وخرجوا مريم وملك من الاوضة
الطرقة ضوءها خافت...الاتنين ماسكين فى بعض
وصلوا للحمام... خبطوا على الباب
مفيش صوت نهائى لدرجة انهم نادوا على باباهم ومامتهم بصوت اشبه بالهمس
"شكلهم مش جوه"
قالتها ملك بقلق...ردت مريم
"تعالى نسأل الست اللى هنا يمكن شافتهم"
مشيوا وهما بيتلفتوا حواليهم
هدوء تام... وضلمة نسبية
نزلوا على السلم... دور واتنين
مش هو ده المكان اللى دخلوا فيه اول ما وصلوا
ده برضه طرقة طويلة فيها اوض
"مريم مش احنا نزلنا دورين"
"اه"
"بس ده دور شبه اللى كنا فيه"
"يمكن واحنا طالعين اتلخبطنا فى عد الادوار... لسه السلم مكمل لتحت"
ونزلوا لتحت... دور واتنين والسلم مبيخلصش
بصوا لبعض... شبكوا ايديهم فى ايد بعض
وطلعوا على السلم تانى بسرعة وبدون كلام
طلعوا 4 ادوار... الاتنين انفاسهم بتتلاحق من الجرى والخوف
ملك وهى بتنهج"ايه ده يا مريم... لا فيه حد ولا فيه باب و ل..."
وقاطعتها مريم... حطت صباعها على بؤها فى اشارة للسكوت
وبايدها التانية شاورت على ودنها بمعنى اسمعى
وشاورت على واحدة من الاوض الموجودين
قربوا البنتين من باب الاوضة اللى كان فيها صوت هادى
وسمعوا حوار رغم ان الاوضة مش باين اى ضوء منها
" – اسمع كلامى بس دى حاجة سهلة اوى
- وافرض ملقيناش حاجة زى ما طلع الحفر هنا ع الفاضى
- مين قالك بقى... المرة دى متأكد
- بس فين المكان ده
- قبل البلد بشوية ومتقلقش احنا هنروح بالليل ومحدش هياخد باله ولا يعرف حاجة ولما نلاقى المصلحة وتبقى من اصحاب الملايين شوف بقى حياتك وحياة ولادك هتبقى ازاى
- (صوت نسائى) الشاى
- تسلم ايدك يا ام كامل... احضرينا ياستى وشوفى جوزك ده
- (الصوت النسائى) اللى يشوفه ابو كامل"
مريم سرحت وافتكرت وهى قاعدة مع سامى وبيحكى لها

شدت مريم ملك بعد اللى سمعته... وجروا بعيد
"بتجرى ليه مش يمكن الناس دول يساعدونا"
"يساعدوا ايه بس... انتى مش فاهمة حاجة"
"فهمينى طيب"
"مش هينف...."
وقاطعتها ملك... وقالت بصوت هامس وهما بعيد عن الاوضة الاولانية
"سامعة الاوضة دى كمان باين عليها فيها حد"
وقربوا البنتين من باب الاوضة... وسمعوا
المرة دى كان الصوت اعلى شوية
"- انت جيت لوحدك ليه فين جوزى
- ا ا اصل الحكاية
- اصل ايه وفصل ايه ..جوزى فين
- شدى حيلك
- اشد حيلى يعنى ايه؟؟؟ انا عايزة اشوفه
- قضاء وقدر وقع عليه الفاس واحنا بنحفر
- وهو فين
- هناك بره البلد تعالى معايا"

"يالا يا ملك احنا لازم نخرج من هنا"
"نخرج منين ولا ازاى... وانتى ليه خايفة كده بدل ما تطمنى من ان فيه ناس معانا هنا"
شدتها مريم وجريت على السلم
مريم نازلة تجرى وبالتبعية ملك فى ايدها
"استنى يا مريم... مش لما نشوف ماما وبابا فين"
"احنا هنا فى مكان مش طبيعى ابدا يا ملك ولازم نخرج منه"
"وهو احنا لاقيين اى مخرَج"
"ان شاءالله هنلاقى"
مع كل دور ينزلوه يدوروا على اى مخرج منه مش لاقيين
سمعوا صوت صراخ جاى من اوضة
ولاول مرة اوضة مفتوحة
بصوا لبعض بخوف... مفيش قدامهم اى اختيار تانى
غير يشوفوا مصدر الصوت ده ايه
قربوا من الاوضة المفتوحة ومن على بُعد
شافوا جثة فى الارض لرجل مفصول راسه عن جسمه
وست بتصوت وتلطم... وراجل تاتى بيشدها وبيتهجم عليها

ملك ومريم خافوا اكتر راحوا ناحية السلم
نزلوا بسرعة واخيرا شافوا الباب اللى دخلوا منه بس كان بعيد شوية

قبل ما يوصلوا للباب
شافوا نفس الست اللى كانت فوق بتعيط على جوزها
شايلة جثة طفل وبتعيط... وجنبها نفس الراجل اللى كان معاها
قاعد بيولع سيجارة وبهدوء وبرود اعصاب
حطت الست جثة الطفل على الارض ... وراحت لركن فيه وابور جاز... فضت الجاز على الراجل اللى اشتعل بسرعة لان السيجارة كانت فى ايده
والباقى على هدومها... وامتدت ليها النار

النار بتزيد... وبسرعة البرق وصلوا مريم وملك للباب
واول ما فتحوه... شافوا قصادهم الشكل المرعب اللى وصفته فاطمة
ست بعين واحدة وبوء كبير من عينيها لدقنها
وف ايدها سيف.... رفعته وبحركة افقية قطع السيف رقبة ...

















12- النهاية
صوت قريب
"مريم ... مريم "
فتحت مريم عينيها ببطء
وحست بألم شديد فى رقبتها
مسكت رقبتها قبل ما تتبين مين بيكلمها
"ماما؟؟؟"
"ايوه... انتى نعسانة للدرجة دى ..قومى وصلنا"
بصت مريم حواليها... هى لسه فى عربية باباها
بصت شمالها شافت ملك واقفة بره العربية
ومامتها بعد ما صحتها سابت الباب اليمين مفتوح علشان تنزل
وبتاخد شنطتها من على الكرسى اللى قدام
باباها واقف بيكلم بواب العمارة
ملك بتشارولها "يالا انزلى"
نزلت مريم من العربية... وراحت على ملك
"ايه مالك يا بنتى مسهمة كده ليه"
"رقبتى بتوجعنى اوى"
"اصل انتى طول الطريق نايمة وهى معووجة اكيد اتلوحت"
سكتت مريم بعد ما فهمت ان كل اللى مر بيهم ده ... كابوس

اول ما دخلوا شقتهم
فاطمة ومنير دخلوا اوضتهم يغيروا هدومهم
مريم وملك دخلوا اوضتهم يغيروا هدومهم
رن موبايل مريم... ردت مريم على التليفون بابتسامة
"الو... الحمدلله...اه لسه واصلين... لا مش هنام... اوك ابعت الايميل فى مسدج... ساعة كده ان شاءالله...سلام"
قفلت مريم الموبايل ومازالت مبتسمة
"اييييييييه"
"ايه ياملك خضتينى"
"ايه النحنحة دى يابت... كنتى بتكلمى مين"
"سامى"
"سامى؟؟ سامى اللى هو سامى اللى لسه عارفينه النهاردة"
"ايوه"
"وموبايلات وايميلات وحركات... اااااه كده فهمت ابن الاروبة ده اخد باله من لون عينينا ازاى... الاخ معجب"
ضحكت مريم وراحت على دولابها اخدت فوطة وهدوم
"رايحة فين"
"محتاجة دُش علشان النهاردة كان يوم غير عادى"
"طبعا طبعا"
قالتها ملك وهى بتمسك قلبها..
ابتسمت مريم وهى بتخبطها بحنية بالفوطة
"لا ياختى مش علشان كده"
"اومال ليه"
"بصى هاخد دُش واجى اترمى فى حضن سريرى واحكيلك كل حاجة بما فيها القصر الهادى"
"ايه القصر الهادى ده... فيلم رعب"
"لا وانتى الصادقة ده حلم رعب"

الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

القصر الهادى (الجزء الثانى)


5-
خرج سامى مع مريم وملك
"تحبوا نتمشى بالعربية ولا على رِجلينا"
ملك ماسكة فى ايد مريم
ملك"بالعربية"
مريم"لا طبعا عربية ايه خلينا نستمتع بالمنظر الطبيعى ده ونمشى على رِجلنا"
سامى انا كمان من رأى مريم
مريم بصت له باستغراب
"برافو عليك عرفت الفرق بينى وبين ملك مع ان مش اى حد يفرق
بيننا"
ملك"برافو على ايه... تلاقيه عرفنا من لبسنا"
سامى"لا طبعا مش من لبسكم... اقولك انا عرفتكم بلون العين مريم عينيها عسلى وانتى عنيكى سودا"
ملك"ده انت ركزت بقى"
ضحكت ملك وابتسمت ملك... سامى ارتبك وغير الموضوع
"عمركم شفتوا عجل لسه مولود"
ردوا الاتنين"لاااء"
سامى"طيب تعالى النهاردة كان عندنا حالة ولادة ...تعالوا اتفرجوا"
اخدهم سامى لركن فى الزريبة
اتفرجوا مريم وملك وهما فرحانين بالحدث اللى اول مرة يشوفوه
سامى بيراقب رد فعلهم فى صمت وهو عارف انها بالنسبة لهم حاجة غريبة مش متعودين عليها زى اهل البلد
وسمعوا صوت طفل رضيع بيعيط
ظهر الرعب على ملك
"ايه الصوت ده"
سامى"صوت طفل بيعيط"
ملك"يالااااا بينا بسرعة من هنا... يبقى ده الصوت اللى ماما قالت عليه"
سامى"متخافيش ياملك"
ملك جريت بعيد... ومريم وسامى وراها
مريم"جرى ايه ياملك صوت بيبى عادى انتى مالك خايفة كده ليه"
سامى"احنا هنا الفلاحات هتلاقيهم فى كل حتة اللى شايلة عيل واللى ماسكة عيل يعنى طبيعى اوى الصوت ده... واستنى اما اشوف الصوت جاى منين واتأكد لك"
ملك"خلاص مش مهم... انا هروح البيت هتيجوا معايا"
مردش سامى وبص لمريم مستنى رأيها
"لا انا عايزة اتفرج على البلد"
ابتسم سامى بعد ما سمع رد مريم...ووجه كلامه لملك
"هنوصلك البيت ونكمل احنا"
وظهرت فلاحة كانت ماشية من جنبهم...من نفس اتجاه صوت بكاء الطفل... وكانت معاها طفل رضيع
شورت عليها مريم
"اهو... كان فيه حد فعلا قريب مننا.. تعالى نكمل بقى بلاش غلاسة"
ملك"لالا كفاية انا اتخضيت وخلاص مش هقدر امشى... انا هعرف ارجع لوحدى...متتاخروش بس علشان ماما متتضايقش"

مشيت ملك فى اتجاه ومريم وسامى فى عكس الاتجاه

قعدوا يتمشوا وسامى بيشرح لمريم كتير عن الحياة فى الفلاحين ونظام حياتهم وهى بتتفرج ومبسطوظة بالمناظر الطبيعية
"معرفش ان البلد هنا بالجمال ده"
"كل مكان وله جماله فيه ناس كتير سابت هنا علشان مبهورة بالعيشة فى المدينة فباعوا ارضهم واتنقلوا من هنا"
"وانت مش بتحب المدينة"
"بحب ارضى وشغلى اكتر انا بشتغل مع بابا من وانا لسه فى الاعدادية باعتبار يعنى انى ابنه الوحيد علشان كده مبعدتش بدراستى عن الارض دخلت كلية الزراعة واتخرجت منها وانا برضه بشتغل فى الارض وعلى فكرة انا بروح مصر كتير اوى لان شغلنا برضه مش منفصل عن القاهرة... انتى تعرفى انى مبسوط اوى بزيارة النهاردة"
وابتسمت مريم ابتسامة خجولة
"ليه"
"لاسباب كتير اولهم ان بابا وعمى منير رجعوا يتكلموا بعد مقاطعة سنين وطبعا احنا مش هنتكلم فى اسباب المهم انهم رجعوا يبقى بينهم مودة تانى اصل صلة الرحم دى مهمة اوى عارفة بتدي احساس كده ان الواحد مسنود وانه مش لوحده فى الدنيا حتى لو احساس معنوى بس احساس حلو اوى انك تحسى ان ليكى ضهر وسند مثلا كبنت وانا كراجل برضه محتاج صلة احس الاحساس ده ان ليا قرايب واهل وعزوة... رغيت كتير صح"
"بالعكس... انا بسمعك وكلامك حلو اوى "
"هتبقوا تكرروا الزيارة"
"ان شاءالله"
"طيب ممكن رقم تليفونك ابقى اطمن عليكى.. عليكم يعنى لو ميضايقكيش"
"لا ابدا ايه اللى يضايقنى...هات اسجلهولك"
واخدت مريم تليفون سامى وسجلت عليه رقمها
"انا عايزة اسألك على حاجة"
"اتفضلى"
"هى البلد هنا فيها حاجة مش طبيعية"
"مش طبيعية ازاى يعنى"
وحكت مريم لسامى الحكاية اللى حصلت لمامتها زمان والبخور اللى بيولعوه من المغرب والصوت اللى سمعته والشكل اللى شافته
سكت سامى شوية...
"ايييييه؟؟ روحت فين"
"معاكى... انا بس بفتكر"
"بتفتكر ايه"
"بتخافى؟؟"
"لأ... احكى"
"بصى يا ستى من يوم ما وعيت ع الدنيا واحنا هنا فى البلد لازم كل واحد يقفل بابه عليه من قبل المغرب والبخور يبقى فى كل بيت لما بدأت افهم سألت امى عن السبب كانت بتخاف وتفضل تقولى يجعل كلامنا خفيف متتكلمش فى الحاجات وتصدنى ومتجاوبنيش بابا لما كانت اسأله كان يتهرب من الاجابة مع إلحاحى حكى لى"
"حكى ايه ..هو ده اللى عايزة افهمه"
"حكى ان من سنين طويلة كان فيه اسرة فلاحين غلابة الراجل اتعرف على واحد من اللى بيقولوا انهم بيفهموا فى الجن والكلام ده وقاله ان بيته تحته آثار ولو لقوها حاله هيتبدل ويبقى اغنى واحد وطبعا الفلاح الغلبان عينه زغللت ع الفلوس ووافق الراجل وبقى كل يوم يحفروا تحت البيت ومحدش حاسس بحاجة"
"ولقوا الاثار ؟؟"
"لا ملقوش حاجة بس الراجل قاله ان الجن بيدلوه على مكان تانى قبل البلد بشوية وهو ده اللى فيه الاثار"
"وبعدين عملوا ايه"
"قبل عملوا ايه الراجل ده كان عينه على مرات الفلاح وعلشان كده بيضحك عليهم علشان يفضل معاهم طول الوقت"
"وهى كانت موافقة على كده"
"اللى كانوا يعرفوها بيقولوا انها اكيد كانت بتصده والا مكنش حصل اللى حصل"
"ايه اللى حصل"
"لما اخدوا المكان التانى بره البلد عملوا هناك عشة صغيرة وبقوا يحفروا جواها علشان محدش يشوفهم... كانوا الرجالة بيروحوا بالليل ويرجعوا الصبح...الفلاحة وولادها مسابتش البلد... وفى يوم رجع الراجل من غير جوزها وقالها انه مات هى اتصدمت وراحت تجرى على هناك شافت جوزها مدبوح والتانى اعتدى عليها رجعت البيت لقيت ابنها الرضيع وقع فى الحفرة اللى كانوا فاكرين فيها اثار... والراجل كان راجع وراها برضه متحملتش كل الصدمات دى حرقت البيت وهما جواه"
"ماتوا"
"اه كلهم هى والراجل صاحب جوزها وبنتها الكبيرة وابنها كان ميت قبل الحريق"
"ايه الحكاية الغريبة دى... وعلاقتها ايه باللى بيحصل فى البلد"
"قصدك اللى كان بيحصل... بيقولوا بقى ان ارواحهم بتطلع بالليل بتبقى بين بيتهم اللى فى البلد هنا وبين مكان ما باباهم اتقتل"
"وده اللى بيفسر صوت الطفل؟؟"
"اه بيقولوا الطفل بيعيط لانه كان بيستنجد لما وقع فى الحفرة و روح مامته بتلف فى البلد ورا الصوت لاحساسها بالذنب"
"يعنى اللى ماما شافته ده كان حقيقى"
"تقريبا اه"
"والبخور"
"البخور بيمنع الارواح الشريرة من الدخول للبيت علشان كده بيولعوا بخور كتير علشان الارواح دى تفضل بره ومتدخلش البيت"
"انا خفت"
"متخافيش الكلام ده انتهى خلاص"
"انتهى ازاى يعنى"
"انا نسيت اقولك ان كل ده مكنش حد لقى جثة الاب اللى كانت جزأين لان القاتل دبحه وفصل راسه عن جسمه ولما لقوهم بقى كل الحاجات دى اختفت"
"ازاى يعنى... ايه التفسير المنطقى لكده"
"تفسير منطقى معنديش انما انا عشت الاحداث دى واقدر ااكد لك ان كل ده حصل بجد"
"احداث الحريق والقتل"
"لالالا دول حصلوا قبل مااتولد انا بتكلم عن الارواح اللى كانت بتلف طول الليل فى البلد... بس كل ده خلص من حوالى 10 سنين وبقينا عادى وبخرج بالليل والناس بتسهر فى بيوتها وبره بيوتها عادى جدا"
"ماما ليها حق تخاف بجد"
"خفتى؟؟"
"بعد اللى انت قلته ده كله عايزنى مخافش"
"انا آسف بس انا سألتك الاول"
"ولا يهمك"
بصت مريم فى ساعتها
"يااااااه فات ساعة بسرعة كده...يالا بقى نرجع علشان منتأخرش"
"لما انزل القاهرة ممكن ابقى اشوفك"
ردت مريم بابتسامة خجولة
"ان شاءالله"


















6-
رجعوا مريم وسامى للبيت متأخروش كتير فى الرجوع
اول ما دخلوا البيت
فاطمة"فين ملك"
وارتبكوا سامى ومريم من السؤال... بصوا لبعض بقلق
سامى"هى مرضيتش تيجى معانا... ورجعت"
مريم"رجعت من بدرى"
وصرخت فاطمة
"بنننننننننننننننننننننننتى"
وساد جو من التوتر والقلق والرعب والفزع
سعد"وانت ازاى تسيبها ترجع لوحدها"
سامى"والله قلتلها اوصلك وهى قالت هتعرف لوحدها"
مريم"كنا قريبيبن من البيت"
منير"انا هروح ادور عليها يمكن تاهت"
ام سامى"حتى لو تاهت الف مين هيدلها ع البيت لو سألت... متخافوش"
سامى قال وهو خارج"انا رايح ادور عليها بالعربية"
منير"انا جاى معاك"
خرجوا وخرج سعد معاهم
فاطمة بتعيط بانهيار ومريم هى كمان بتعيط
تفكير مريم وفاطمة فى نفس الاتجاه
حصلها حاجة من الحاجات الغريبة اللى فى البلد
فات حوالى 10 دقايق فاتوا كأنهم 10 ساعات
لقوا الباب بيتفتح... وداخلة سامية
ومعاها ملك
مريم"ملك... ملك اهى ياماما"
ملك وسامية مستغربين من الاستقبال ده
والخضة والتوتر اللى كل الموجودين فيها
وسألوا الاتنين
"فى ايه"
فاطمة"كنتى فين حرام عليكى... انا كنت هموت"
ملك"بعد الشر عليكى ياماما.. انا كنت راجعة قابلت سامية خارجة من البيت قالت انها رايحة بيتها تجيب حاجات وراجعة على طول فروحت معاها... هو احنا اتأخرنا؟؟"
مريم"مش موضوع تأخير... احنا قلقنا "
ملك"انا فعلا نسيت اتصل بيكم اعرفكم... انا اسفة"
ام سامى"وانتى مش المفروض تقولى قبل ما تاخديها"
سامية"ياماما والله مااعرف انهم هيقلقوا كده... حقك عليا يا مرات عمى"
راحت سامية ناحية فاطمة وباست راسها
فاطمة"الحمدلله انها رجعت بالسلامة... كلمى باباكى يامريم يرجع"
واتصلت مريم بمنير
"الشبكة وحشة برضه ياماما"
سامية"تعالى نطلع فوق الشبكة بتبقى كويسة ساعات من شباك اوضة سامى"
فاطمة"اطلعى يامريم طمنيهم"
طلعت مريم مع سامية... وفتحت اوضة سامى
دخلت مريم الاوضة... لفتت نظرها انها اوضة متبانش انها فى قرية فى الفلاحين
اوضة شيك ... فيها مكتب وعليه لاب توب ومكتبة كبيرة منظمة وفيها كتب فى كل الفروع
ده اللى لمحته من تقسيم المكتبة المكتوب على رفوفها
وقفت مريم عند الشباك... واتصلت بمنير
"الو... ايوه يابابا ملك رجعت... كويسة والله ... لما رجعت قابلت سامية وهى خارجة راحت معاها ورجعوا... مع السلامة"
خلصت مريم... وخرجت من الاوضة مع سامية
بعد ما حست ان وجودها فى اوضة سامى قربها منه
وهما خارجين... سمعوا صوت من اوضة تانية
"ده جدى صحا ... هروح اشوفه وكويس انه صحا وانتوا هنا علشان كان عايز يشوف عمى منير"
بصت مريم فى ساعتها...كانت 4وربع
سرحت ... ياترى لسه قد ايه ويمشوا من البلد قبل المغرب
"انا هنزل لماما"
"طيب"
نزلت مريم لمامتها... ودخلت سامية لجدها

بعد 5 دقايق وصل منير وسامى وسعد
سامية قالت لسعد ان جدها صاحى وواعى وبيسأل عليهم
طلع سعد ومنير للجد... وبعد شوية نادوا على فاطمة والبنات
الوقت بيمر بسرعة... والتوتر بيزيد
فاطمة وبناتها خايفين ييجى الليل وهما لسه فى البلد
لما وصلت الساعة 5الا ربع... قامت فاطمة تسلم على كل الموجودين وده كان بمثابة قرار انها بتنهى الزيارة فى الوقت ده بالظبط وتحاول تنقذ ما يمكن انقاذه بالخروج من البلد قبل المغرب ودخول الليل
وبعد محاولات فاشلة من سعد ومراته بدعوتهم للمبيت
خرجوا فاطمة ومنير وملك ومريم من البيت وركبوا عربيتهم
والكل بيودعهم من على باب البيت












7-
خرجوا من البلد قبل المغرب ب 5 دقايق
اخدت فاطمة نفسها وهى مرتاحة انهم مشيوا من البلد
مريم سرحانة فى كلام سامى عن الحكاية
ملك رجعت راسها لورا ... استعدادا للنوم
فاطمة"الحمدلله اننا مشينا ده انا كنت حاطة ايدى على قلبى"
مريم"بس سامى بيقول ان البلد بقت عادية ومفيش حاجة"
فاطمة"ماهما طول عمرهم بيقولوا مفيش حاجة انما عمرى ما هكدب عينيا ابداااا"
سكتت مريم... كانت مرهقة لانها صاحية من بدرى
رجعت راسها لورا وبصت لملك اللى كانت نايمة
غمضت عينيها هى كمان... ونامت

هزة فى العربية... صحت مريم وملك
فاطمة"فى ايه يامنير... وقفت كده ليه"
منير"مش عارف ... العربية وقفت فجأة"
نزل منير يشوف العربية... زقها على جنب فى الطريق
محاولات فاشلة اخدت منه نص ساعة فى ان العربية تدور
فاطمة"وبعدين هتعمل ايه دلوقتى"
منير"مفيش غير انى اتصل بسعد يبعت لنا سامى ونرجع البلد تانى والصبح يبقى ربنا يحلها اكون لقيت حد يصلحها"
فاطمة"ابداااااا والله العظيم ما يحصل انى ابات هناك ابداا"
منير بيزعق"وانتى يعنى عندك حل للزفت اللى احنا فيه ده"
فاطمة"اهو نستنى ونشوف اى عربية ممكن نركب فيها وندفع اى فلوس المهم مرجعش البلد تانى"
منير"وعربية ايه اللى هتعدى وتاخدنا احنا الاربعة"
فاطمة"هنصبر ونشوف"
قعدوا الاربعة جوا العربية ... ومفيش عربيات بتعدى
غير عربية واحدة بعد ربع ساعة عدت وكانت نص نقل محمِلة خضار
منير"هااا هنتصرف ازاى"
فاطمة"نستنى وهو يعنى مفيش عربيات هتعدى"
منير"ماانتى شايفة مفيش غير عربية واحدة وياعالم امتى هتعدى عربية تانى"
ملك"انا خايفة الطريق شكله مرعب والدنيا ليل كده"
مريم قلبها بيدق من الخوف... وبتحاول تتماسك ردت بصوت متقطع على اختها
"متخافيش"
سكوت تام مش بيقطعه غير صوت الهوا... وصوت قطرات مطر خفيف بدأ يتساقط
منير"مبدهاش بقى انا هتصل بسعد مش هنفضل واقفين هنا"
ومستناش منير فاطمة ترد مسك تليفونه
"ايه ده... التليفون فاصل... حد يجيب موبايله"
وكل واحدة طلعت موبايلها... وردوا كلهم
"الموبايل فاصل"
منير"انا تليفونى كان مشحون كويس... فصل ازاى كده"
فاطمة"وانا تليفونى كان مشحون قبل ماننزل الصبح"
ملك ومريم ردوا فى نفس الوقت
"واحنا "
زاد المطر... وصوت البرق كان بيقطع سكوتهم
وضوء البرق كان بيقطع الظلام اللى زاد مع دخول الليل
كلهم فى العربية التوتر والخوف مسيطر عليهم
ومفيش مجال لاى كلام... ولا اى تصرف
حاول منير يخفف التوتر ... فتح الراديو على اذاعة القرآن
رغم انه كان الصوت بيقطع احيانا او بيشوش احيانا
الا ان صوت القران كان احسن ونس ليهم فى موقف زى ده
بدأ المطر يخف تدريجيا.... وان كان شدة الهوا وتحريكها لفروع الشجر بيزيد الجو العام خوف
فجأة قالت فاطمة
"منييييير... بص هناك كده"
وشاورت على مكان على يمينها... على مسافة مش بعيدة عن الطريق... نظراتهم كلهم راحت مكان ما شاورت
منير"ايه ده"
فاطمة"يمكن بيت يمكن ريست ... اى حاجة المهم مكان ممكن يكون فيه تليفون نتصل بحد من اخواتنا يبعتلنا عربية تاخدنا"
منير"مفيش قدامنا الا كده... يالا بينا"
ونزلوا من العربية وقفلها منير... ومشيوا كلهم فى اتجاه المكان
ملك ماسكة فى دراع مامتها وماشيين
ومريم فى دراع باباها ووراهم بخطوتين
لما قربوا شافوا يافطة مكتوب عليها
"القصر الهادى"
المبنى قديم مكون من 3ادوار
اضواء خافتة فى الدور الارضى.. والدور التانى بعض اجزاء منه مضاءة بضوء خافت والدور التالت مظلم تماما
بيقربوا بخطوات متباطئة مترددة
صوت الرياح الشديدة مع حفيف الاشجار مخيف
صوت انفجار دوى بشدة... مسكوا الاربعة فى بعض
قبل ما يكتشفوا انه هزيم الرعد... تلاه امطار شديدة
مع شدة المطر.. جروا كلهم بسرعة.... لمدخل القصر الهادى











8-
اول ما فتحوا الباب الموارب... ودخلوا
شافوا مكان كبير واااااسع.... وشبه فاضى
بيبصوا حواليهم... مفيش حد خالص
منير بصوت هادى
"السلام عليكم ... فى حد هنا"
وسمعوا صوت اقدام جاية من جنب مظلم
الشكل مش واضح... الاقدام بتقرب
"اهلا وسهلا... اتفضلوا"
ظهرت شابة فى نهاية العشرينات... لابسة جلابية فلاحى سودا
ورابطة راسها بطرحة سودة
ملامحها رغم الفقر اللى باين عليها... جميلة
منير"فيه تليفون لو سمحتى... اصل احنا عربيتنا عطلت بره ع الطريق وشفنا النور قلنا يمكن نلاقى تليفون"
الفلاحة"لا والله مفيش تليفون...بس تقدروا تطلعوا تناموا وترتاحوا"
بص منير لفاطمة ... هزت فاطمة راسها ايجابا
منير"ماشى"
مشيت الفلاحة الشابة ووراها منير وفاطمة والبنات
طلعت الدورت التانى... مشيت طُرقة طويلة ضيقة
على جوانبها اوض مقفولة... ومضلمة
وصلت لاوضة فتحتها
"اتفضلوا... انا اخترت لكم الاوضة دى علشان قريبة من الحمام... الحمام اهو"
شاورت على الحمام اللى كان على بُعد اوضتين تانيين
منير"شكرا"
دخلوا الاوضة... وقفلوا عليهم
الاوضة فيها سريرين حديد صغيرين
وترابيزة صغيرة و2 كرسى
فاطمة"ايه القرف ده... الملايات زى الزفت"
منير"اهى اوضة مقفولة علينا لحد الصبح هنعمل ايه يعنى"
ملك"بابا... المكان هنا يخوف اوى"
منير"متخافيش انا معاكم اهو"
وسمعوا صوت بكاء طفل رضيع
نطت ملك مسكت فى فاطمة اللى صوتها مطلعش لما حاولت تتكلم
مريم كل اللى قدرت تعمله انها فضلت واقفة مكانها لان رجليها مقدروش يتحركوا من مكانهم
منير"جرى ايه مالكم... اكيد حد من الموجودين معاه طفل"
مريم"الصوت جاى من فوق واحنا لما كنا بره الدور الاخير كان مضلم خالص"
منير"حتى انتى كمان يامريم هتعملى زيهم انا اللى بقول عليكى جريئة ومبتخافيش"
سكتت مريم... والصوت بدأ يقل تدريجى لحد ما اختفى
منير"هتفضلوا واقفين كده... وانتى ياملك هتفضلى ماسكة فى ايد مامتك كده... مفيش حاجة متكبروش المواضيع"
وقعد منير على طرف سرير من الاتنين... وراحت مريم قعدت جنبه
فاطمة"تعالى ياملك بقى مش هنفضل واقفين"
ملك"انا قرفانة"
فاطمة"هنقعد بس مش هننام"
وراحت ملك قعدت جنب مامتها... بعد ما قعدت تنفض بايدها فى مكان ماهتقعد
صوت تكتكات متتالية سريعة... هى صوت المطر على القزاز
ضوء البرق بيخطف يزيد ضوء الاوضة الخافت
قامت فاطمة تبص من الشباك
مسحت مكان بخار نَفَسها وقربت وشها من القزاز علشان تشوف بره
شهقت فاطمة وصرخت وهى بترجع لورا برعب
قام منير بسرعة يبص مكان ماكانت واقفة وهو بيقول
"فى ايه"
فاطمة بتعيط
"نفس الست اللى شفتها زمان لقيتها ورا القزاز... شكلها غريب بعين واحدة وبوء من عينيها لحد دقنها"
منير وهو بيبص من ورا القزاز
"مفيش اى حاجة يافاطمة"
قامت مريم تبص من باب الفضول... مشافتش حاجة غير ضلمة
فاطمة وهى لسه خايفة
"تعالى نمشى من هنا يامنير"
منير وهو بيجز على اسنانه من الغيظ وبيتكلم بصوت واطى
"نمشى نروح فين... نقعد فى الشارع...على الاقل احنا هنا فى اوضة مقفولة علينا...أأمن من الشارع"
مريم"مفيش حاجة ياماما والله... يمكن خيال بس من الشجر واتهيألك"
ملك ساكتة ماسكة بس فى مامتها وبتطبطب عليها وتحاول تهديها
منير"انا هروح الحمام... واشوف عندهم اى حاجة تتاكل"
فاطمة"استنى انا كمان عايزة اروح الحمام"
منير"طيب قومى"
مريم"هنستناكم هنا"
ملك هزت راسها موافقة على كلام مريم

القصر الهادى (الجزء الاول)


وصل منير بيته حوالى الساعة 10 بالليل
بناته مريم وملك بيتفرجوا على التليفزيون
مريم وملك توأم 20 سنة وطالبات فى كلية تجارة
زوجته فاطمة موظفة باحد البنوك... معاه
"بابا... حمدالله ع السلامة"
"الله يسلمكم... ماما فين"
فاطمة جاية من المطبخ
"انا هنا يامنير... كنت بحضر غدا بكرة"
منير"تعالى عايزك"
قعدت فاطمة قدام منير... جنب البنات
وكمل منير
"سعد ابن عمى اتصل بيا من البلد وبيقول عمى عايزنى ضرورى لانه تعبان وبيموت"
"عايزك ليه"
"معرفش سعد أكد عليا انه بقاله يومين بيقولهم عايز اشوف منير وولاده"
"مش انت مقاطعه من زمان من ساعة ما ضحك عليك انت واخواتك فى تمن الارض بتاعتكم"
"خلاص يافاطمة عفا الله عما سلف.... الراجل بيموت وانا مسامحه"
"انت حر احنا الحمدلله مش محتاجين"
"احنا هنروح لهم بكرة ان شاءالله"
وسكتت فاطمة وهى بتبص له باستغراب... واتكلمت بتردد
"لاااا... انا وبناتى مش هنروح هناك"
انتبهوا البنات للمناقشة اللى بين مامتهم وباباهم
ووطوا التليفزيون
ملك"ليه ياماما منروحش نشوف البلد اللى بابا منها"
بصت فاطمة لمنير... اللى دور وشه
مريم"هو انتى زعلانة من حد هناك"
منير رد بعد ما حس ان بناته مساندينه "عندك سبب مقنع يا فاطمة"
فاطمة"انت عارف انى بخاف اروح البلد هناك"
وضحكوا البنات
ملك"بتخافى من ايه ياماما"
فاطمة"البلد هناك تقيلة اوى وتخلى الجسم يقشعر م الرعب"
منير"رعب ايه بس يافاطمة انتى علشان لما روحنا هناك اول مااتجوزنا خفتى شوية يبقى البلد مخيفة"
فاطمة"ايوه انا مخفتش شوية... انا اترعبت وانت عارف كويس ان مش انا لوحدى اللى بخاف"
منير بيحاول ينفى كلامها
"الكلام ده من اكتر من 20 سنة الدنيا دلوقتى اتغيرت وطبيعى من 20 سنة كان الهدوء مع الارض والضلمة يخوفوا... وعموما انا بقول نروح صد رد ونرجع على طول فى نفس اليوم"
مريم وملك
"اه والنبى ياماما ...نروح وفرصة احنا فى اجازة نص السنة ومفيش ورانا جامعة"
فاطمة"بشرط...نرجع بالنهار يعنى نروح بدرى ونرجع بدرى"
منير"حاضر...هروح الشغل بس ساعة وارجع تكونوا جاهزين"
وافقت فاطمة على مضض وقامت تكمل اللى كانت بتعمله فى المطبخ وقام منير دخل اوضته يغير هدومه
والبنات كملوا الفيلم الاجنبى اللى كانوا بيشوفوه
لما علوا صوت التليفزيون فجأة... علا الصوت اوى
وكان مشهد لست بتصرخ فى فيلم رعب
جت فاطمة تجرى من المطبخ على الصوت
"ايه.... حصل ايه"
البنات بيضحكوا
"ههههههه مفيش ياماما ده الفيلم"
قعدت الام تاخد نفسها
"يخربيت الافلام الرعب اللى بتشوفوها دى... انا مُت من الخضة"
مريم"هجيبلك كوباية مياه...اطفى التليفزيون يا ملك"
طفت ملك التليفزيون... ودقيقة كانت مريم جابت المياه
مريم"قوليلى بقى ياماما... انتى بجد مش عايزة تروحى البلد ليه"
فاطمة"بس والنبى ربنا يستر ويعدى اليوم على خير"
ملك"انتى مزوداها اوى ياماما...فيه حد يخاف بطريقتك دى حتى من افلام الرعب"
فاطمة"انتوا اللى قلبكوا جامد"
مريم"طيب قوليلنا اللى مخوفك ايه ومتقلقيش احنا مش بنخاف"
فاطمة"زمان قبل ماتتولدوا كنت لسه متجوزة بقالى كام شهر روحت مع باباكم البلد علشان اتعرف على اهله وعمه وكده... روحنا فى البيت الكبير اللى هو يبقى بيت جد باباكم وهو كبير البلد لانه اكتر واحد عنده ارض فى البلد يعنى تقدروا تقولوا الارض كلها بتاعته الا حتت قليلة اوى... يومها لقيتهم بيدخلوا بيوتهم من قبل المغرب... وبيولعوا بخور كتير فى البيت... ودخلونى الاوضة اللى هنام فيها وكان هى كمان فيها بخور... فقلت لهم ان الدخان بيتعبنى علشان عندى حساسية فى صدرى قالوا لازم علشان الناموس ميجيش... سكتت ولما خرجوا من الاوضة وخلاص هنام طفيت البخور... باباكوا نام قبلى... لسه هنام سمعت صوت طفل صغير بيعيط... الصوت كان متواصل وانا عارفة ان الطفل اللى عندهم ابن سعد كان عنده حوالى 3 او 4 سنين انما ده صوت رضيع... بصيت من الشباك كان ضلمة كحل ومشفتش اى حاجة ... بقرب وشى من القزاز بتاع الشباك علشان اشوف كويس لان اللى جه فى دماغى ان يمكن يكون حد ساب عيل صغير زى الافلام ... لقيت فى وشى ورا القزاز شكل واحدة ست مرعبة صرخت .... قام باباكم من النوم وكل البيت جه على صرختى... اول حاجة عملتها مرات سعد انها ولعت البخور بسرعة وسألونى حصل ايه حكيت اللى حصل واللى شفته وسمعته وطبعا حاولوا يقنعونى ان مفيش حاجة من دى سمعوها وانى بيتهيألى"
مريم وملك كانوا مركزين مع حكايتها اوى
مريم"وهو ده اللى مخوفك ياماما"
ملك"اه طبعا يامريم لها حق تخاف...كملى ياماما حصل ايه بعد كده"
فاطمة"مفيش انا فضلت صاحية للصبح اقرا فى قران وعيونى مغمضوش واول ما النهار طلع رجعنا على طول ومن ساعتها مروحتش هناك تانى لان بعد كده حصل مشاكل بين باباكم وعمه وحصلت مقاطعة بينهم لحد اللى سمعتوه النهاردة"
مريم"حلو اوى جو الاكشن ده"
ملك"اكشن ايه وهباب ايه انا اخرى اتفرج على mbc2 ولا بانوراما اكشن مش اروح بيت رعب"
مريم"يعنى هيطلع لنا عفريت هناك...يبقى يورينى نفسه"
زعقت فاطمة
"بسم الله الرحمن الرحيم... اللهم احفظنا محدش يجيب السيرة دى كده .. اقروا قران وان شاءالله نيجى بالنهار لان الليل هو اللى مرعب هناك"
ملك"مابلاش"
فاطمة"ماهو ده اللى بقوله"
مريم"لالالا نروح هيحصل ايه يعنى ما قرايب بابا عايشين هناك طول عمرهم اهو ومحصلش حاجة"
فاطمة"ربنا يستر"












2-
تانى يوم الصبح بدأت فاطمة تستعد وتصحى البنات
لحد ما يرجع منير من الشغل بعد ساعة زى مااتفقوا
فاتت ساعتين ومنير لسه مرجعش والبنات بدأوا يزهقوا بعد مالبسوا
وفاطمة اللى شاغلها ان التأخير ده هيعطلعهم فى الرجوع
اتصلت بيه فاطمة
"الو... ايه يامنير انت فين... احنا لابسين من بدرى... الساعة بقت 11 هنلحق نروح ونرجع قبل الليل... ما نأجلها لبكرة ونروح من بدرى شوية... خلاص خلاص يالا بقى متتأخرش... لو اتأخرت والله ما انا رايحة فى حتة... النهار قصير والمغرب بتبقى الساعة 5 وانا مش هبات هناك... طيب...ماشى هنبقى ننزل ..سلام"
ملك"ايه ياماما لسه هيتأخر"
فاطمة"بيقول قدامه نص ساعة بالكتير"
مريم"وفيها ايه يعنى حتى لو رجعنا بالليل ماهو احنا هنمشى من عندهم قبل الليل"
فاطمة"يابنتى من قبل المغرب محدش بيمشى فى البلد خالص يعنى لو جت علينا المغربية هناك هنبقى اتحبسنا فى البيت للصبح"
ملك"بابا قالك ايه لما قلتيله نأجلها لبكرة"
فاطمة"زعق لى"
مريم"مكبرين الموضوع اوى"
قامت مريم وهى متعجبة من موقف مامتها واختها

بعد نص ساعة... وصل منير بعربيته تحت
ونزلوا له... راح محطة البنزين... فوِل العربية
وخرجوا من القاهرة حوالى الساعة 12 الضهر




3-
طول الطريق وفاطمة مشغلة قرآن فى العربية
وبتمتم فى سرها... وملك كمان بتمتم فى سرها بقراية القرآن
منير ومريم يبصوا لبعض فى المراية ويشاوروا على فاطمة وملك ويضحكوا فى سرهم على الرعب اللى هما فيه

وصل منير البلد حوالى الساعة 2 الضهر
اتصل بسعد على موبايله علشان يعرفه انهم وصلوا
وبعد عدة محاولات
"الشبكة وحشة اوى هنا"
فاطمة"مفيش شبكة؟"
منير"تقريبا مفيش"
فاطمة"وبعدين"
منير"عادى يافاطمة اى واحد هنسأله هيدلنا مش كيميا يعنى"
وشاف فلاح معدى... سأله عن بيت الحاج سعد
وبعد الوصف... مشى منير بالعربية حسب الوصف
لحد ما وصلوا عند البيت
بصت فاطمة للبيت وافتكرت اسوأ ليلة عدت عليها فى حياتها
البيت متغيرش كتير نفس البيت الكبير القديم المكون من دورين
نزلوا من العربية... والبنات بيبصوا حواليهم للجو الفلاحى وهما مبتسمين فرحانين بالجو الفلاحى المحيط
نزل منير من العربية... خبط ع الباب ووراه فاطمة ووراها البنات
فتحت الباب فتاة شابة... حامل
"يا اهلا وسهلا يا اهلا وسهلا... عمى منير..اتفضل"
ابتسم لها منير وهو مش عارف مين دى
فهمت البنت
"اتفضل يا عمى انا سامية"
سلم عليها منير
"الله الله ماشاءالله كبرتى... انا مشفتكيش بس عارف انك بنت سعد الصغيرة"
"صح ياعمى...اتفضل"
منير"تعالوا يابنات...فاطمة مراتى وبناتى مريم وملك"
سامية"اهلا وسهلا... البلد كلها نورت"
البنت سلمت عليهم كلهم وبترحاب شديد
دخلوا...البيت من جوه غير من بره خالص
البيت مفروش من جوه زى اى بيت فى اى مدينة
وواضح ان البيت متوضب ومفروش جديد مش من زمان
سامية"امى فوق هطلع انادى لها"
ظهرت الام من على طرف السلم من فوق
"اهلا وسهلا... نورتونا"
نزلت الام وسلمت عليهم بكل ترحاب
قعدوا مع بعض
الام"حمدالله ع السلامة... ده احنا مستنيينكم من بدرى"
منير"الله يسلمك... اومال سعد وعمى فين"
الام"عمك ربنا يتولاه برحمته فوق فى سريره وسعد هنتصل بيه حالا...قومى ياسامية اتصلى بأبوكى"
قامت سامية اتصلت من تليفون ارضى.. ورجعت بعد دقيقة
سامية"جاى حالا"
الام"منورين والله... لحد ما سعد ييجى اكون جهزت الغدا"
فاطمة"مالوش لزوم نتعبك"
الام"تعب ايه بس تعبكم راحة...ده انتوا منورين والله"
منير"فين الحمام يا ام سامى"
الام"تعالى اتفضل"
مشيت الام ومشى وراها منير...سامية بترحب بيهم
"منورين"
فاطمة"بنورك ياحبيبتى... ربنا يكملك على خير انتى قربتى ولا ايه"
سامية وهى بتبص على بطنها
"لسه فى التامن"
فاطمة "انتى شكلك صغيرة اوى... انتى عندك كام سنة"
سامية"انا عندى 19 سنة... لسه مكملتهمش"
واتفاجئوا مريم وملك
"انتى مش بتدرسى"
"ما انا خلصت الدبلوم واتجوزت على طول"
فاطمة"هما عوايدهم كده يابنات بيتجوزوا بدرى"
قطع كلامهم صوت الباب بيتفتح
دخل راجل كبير سنه مقارب لسن منير...ووراه شاب فى العشرينات
سعد"يا مرحب يا مرحب... نورتونا"
فاطمة والبنات قاموا يسلموا عليه.. وكان منير رجع من الحمام
بعد السلامات ولما عرفهم على ابنه الكبير سامى
سعد"تعالى نطلع تسلم على الحاج لحد ام سامى ما تحضر الغدا"
وطلع منير وسعد وسامى للدور العلوى
ودخلت ام سامى المطبخ ومعاها سامية
















4-
لما طلع منير لعمه... العم كان نايم
سعد"يا حاج ... يا حاج منير جه يشوفك"
منير"سيبه نايم ياسعد متقلقوش"
فتح العم عينه وغمضها تانى
سعد"اهو شبه غايب كده عن الوعى بيقوم يكلمنا ويروح تانى... هو طلب يشوفك وقال ان ليك 100 الف جنيه فرق فلوس الارض دى حقك انت واخواتك... وهو وصانى بيهم وانا تحت امرك بس تسامحه"
منير"ومن غير حاجة خالص انا واخواتى مسامحين ..ده عمنا والضفر ميطلعش م اللحم"
خبط سعد على كتف منير
"ده العشم برضه... بص ياسامى روح حضر 100 الف جنيه لعمك ياخدهم قبل مايمشى"
سامى"بس يا حاج...."
سعد"ايه فى ايه"
سامى"مفيش فلوس تكمل المبلغ انما ممكن بكرة الصبح احوله المبلغ كله ع البنك"
منير"مفيش مشكلة الدار امان ... وبالبنك احسن مش معقول همشى بالفلوس كده"
سعد"اللى تشوفه"
منير"طيب ننزل احنا علشان منزعجش الحاج"
قاموا كلهم... ومال منير على عمه النايم وباس راسه وايده قبل ما يمشى من الاوضة

نزلوا كانت السفرة جاهزة بما لذ وطاب
من جميع الاصناف والاشكال
اتغدوا كلهم وهما قاعدين مع بعض
وام سامى بتعزم وتأكل للتعبير عن الكرم والترحيب
لما خلصوا الغدا...
وبيغسلوا ايديهم واحد ورا التانى
راحت فاطمة جنب منير ومكنش حد قاعد
"هنمشى امتى"
منير"كمان شوية...احنا هنعمل زى الضيف المجنون ياكل ويقوم... عيب نمشى على طول كده نستنى شوية"
"الساعة عدت 3 كفاية كده"
رجع سعد ... وبعده البنات ومعاهم سامية وسامى
تبادلوا كلهم موضوعات عامة
سعد"ايه يابنات تحبوا تتفرجوا على الارض والمزارع بتاعتنا"
ردوا البنتين
"اه ياريت.. اه طبعا"
فاطمة"معلش احنا لازم نقوم علشان بس منير مش بيحب يسوق بالليل"
سعد"احنا فين والليل فين... لسه مش اقل من ساعتين على المغربية"
مريم لمامتها"نتفرج شوية ونيجى نمشى على طول"
سعد"قوم يا سامى خد بنات عمك اتمشوا شوية ومتتأخروش"
قام سامى وهو بيبتسم وفرحان وبيبص لمريم
"اتفضلوا"
قاموا البنات معاه... وخرجوا
ودخلت سامية مع مامتها المطبخ وجابت شاى وفاكهه ورجعوا وقعدوا كلهم مع بعض... يتكلموا ويفتكروا ايام الطفولة والشباب
وبعد حوالى ربع ساعة.. قامت سامية
"بابا انا رايحة بيتى اجيب حاجات قبل الليل وراجعة على طول"
سعد"طيب متتأخريش"
سامية"حاضر"