السبت، 28 يونيو 2014

ابغض الحلال - الجزء الثانى - الحلقة 20

الحلقة 20

بعد الانتهاء من الافطار... تذكرت وعدها لدكتور حشاد بالاتصال به لتطمئنه على وصولها
بالفعل...اخرجت هاتفها واتصلت به
"الو... صباح الخير يا دكتور"
"نسمة...حمدالله على السلامة ...جيتى امتى؟"
"الله يسلمك... وصلت امبارح بالليل"
"وايه الاخبار... عجبك السكن"
"اه الحمدلله"
"نزلتى ولا لسه؟"
"نزلت شوية كده اتفرج على البلد وهرجع على طول"
"لا ترجعى فين... انا عازمك على الغدا عندى النهاردة"
لم تتوقع ابدا دعوته...خاصة انها تعلم انه وحده وزوجته مدام مارى هى من تدير المركز فى مصر...تعللت
"متشكرة يا دكتور...لازم ارجع على طول"
"ليه لازم... انتى وراكى ايه؟ لا الدراسة بدأت ولا الوقت اتأخر... هستناكى على الساعة 3 ...خدى العنوان"
توقفت الكلمات على لسانها... والافكار تتزاحم فى رأسها
لماذا يريد لقاءها فى بيته؟... ان اراد دعوتها لماذا لا يدعوها فى الخارج؟... ولم الدعوة من الاساس؟
حسمت امرها وتكلمت بلهجة جدية
"معلش يا دكتور ...مش هينفع"
"نخليها بكرة ولا الويك اند الجاى"
"لا انا اسفة... مش هينفع خالص...انا ممكن ابقى اقابل حضرتك فى الجامعة"
سمعت ضحكات حشاد...ضحكات استفزتها... فقالت منهية مكالمتها
"متشكرة جدا يا دكتور على كل حاجة... اشوف حضرتك فى الجامعة ان شاءالله"
"استنى يا نسمة... انا اسف"
"على ايه؟"
"انا نسيت اوضحلك قبل ما ترفضى العزومة انى مش عايش لوحدى انا عايش مع بنتى وجوزها وولادها"
حاولت نسمة التخفيف من حدتها
"انا مقصدتش حاجة يا دكتور... كل اللى قصدته بس انه مكنش يصح اجى لحضرتك لوحدى لو كنت لوحدك... حضرتك عارف انت بالنسبة لى ايه بس انا بتكلم على مبدأ"
"وانا مبسوط منك يا نسمة ومش زعلان... كان لازم اوضحلك الاول... هااا الولاد هيرجعوا الساعة 2 من بره وبنتى وجوزها هيرجعوا الساعة 5... تحبى تيجى امتى؟"
"هو بما انى بحب الاطفال فلو مفيش مانع اجى الساعة 3 زى ما حضرتك قلت"
"هنستناكى... اكتبى عندك العنوان ولو توهتى اتصلى بيا"

                    *********************

ذهبت نادية يوم الخميس لقضاء اليوم مع سمير قبل ان تنشغل خلال الاسبوع
رغم وجودها كثيرا فى عدم وجود نسمة سواء كانت فى عملها او جامعتها... الا ان هذه المرة شعرت بالاشتياق لنسمة..خفق قلبها اشتياقا وحبا لشقيقتها

انتهت من تنظيف المطبخ بعد الغداء... ثم خرجت للجلوس مع سمير فى الشرفة... وجدته يجلس وحده
"عمتو وفريدة فين؟"
"مديحة كانت طالعة فريدة شبطت فيها"
"تصدق يا بابا البيت من غير نسمة متغير اوى"
"لما انتى تقولى كده ...انا اقول ايه بعد ما بقيت لوحدى... غيابها قاطع بيا واحنا لسه ف اول يوم"
"ومين قالك هتفضل لوحدك... انا جاية اخدك معايا النهاردة"
"انا مش بقول كده علشان تقوليلى كده يا نادية"
"وانا كلامى مش رد فعل والله يا بابا... وعلى فكرة ده اقتراح يحيي كمان وكان نفس اللى بفكر فيه... انت تيجى تنورنا وتقعد معانا"
"شكرا يا حبيبتى ...انا مش برتاح غير فى بيتى"
"وبيتى لأ؟... علشان خاطرى تعالى اقعد معانا ولو مرتحتش ابقى ارجع... انا مش هبقى مطمنة عليك لوحدك وف نفس الوقت مش هقدر اجى كل يوم"
"انا مش لوحدى... ومش هينفع اسيب عمتك لوحدها... انا وهى بعد ما بقينا لوحدنا هنتونس ببعض... متشيليش همى يا نادية وشوفى بيتك وشغلك"
"مفيش فايدة يعنى..هتسيبنى قلقانة عليك"
"متقلقيش يا حبيبتى... لو حسيت انى لوحدى هجيلك"

                         ********************

ذهبت نسمة لمنزل دكتور حشاد... وجدته ينتظرها فى الحديقة
استقبلها بترحاب كبير... جلست معه
سألها عن سكنها ومدى ارتياحها... اجابته وهى تتلفت حولها بحثا عن الاطفال كما قال لها..حتى بدأت تقلق

بعد قليل... جاء الاطفال ..فتنفست اطمئنانا
لم يمضِ وقت طويل حتى كانت نسمة اكتسبت صداقة الطفلين ...والتى رأت صورهما كثيرا من قبل على مكتب دكتور حشاد... تركهما حشاد بعد قليل متعللا بضرورة الانتهاء من عمل ما ودخل الفيلا ... فتقارب ثلاثتهم بسرعة... لعبت وضحكت وتحدثت كثيرا معهم حتى شعرت وكأنها تعرفهم منذ زمن بعيد

انقضى الوقت سريعا حتى اتت والدتهم ووالدهم...تعرفوا جميعا وتناولوا الغداء ... جلست معهم نسمة بعض الوقت ثم استأذنت فى الانصراف
تبادل معها الاطفال ارقام الهواتف وطلبوا منها تكرار الزيارة
اوصلها دكتور حشاد حتى الباب وهو يؤكد عليها الا تتردد فى الاتصال به فورا ان احتاجته اى وقت

عادت نسمة لسكنها ... اضاف اليوم عليها شعورا عظيما بالراحة والاطمئنان... فاعتبرت اليوم وكأنه رسالة من الله تنفى قلقها وتؤكد ان لها عائلة اخرى فى فرنسا تستمد منها الامان

                         *******************

كل يوم يمر... ويزداد الحاح هيثم على نوال ان يراها مجددا
ترفض...وتصمم على الرفض... يعاقبها بالبعد عنها
يزيد من كلمات الحب والرومانسية بينه وبين خطيبته متعمدا ان تراها نوال
تنهار نوال اكثر... ترجوه ان يكف عن تعذيبها... يساومها على لقاؤه مرة اخرى... تخبره بعذاب ضميرها ...يخبرها بعذاب حبه واشتياقه لها.. حتى اخبرته بموافقتها ولكن فى مكان اخر

بث فى قلبها الرعب من اى مكان عام آخر... وانه اختار هذا المكان خصيصا لبُعده لتكون فى امان
فكرت ولكنها لم تكن حرة... قُهرت بضعفها...فوافقت
ووعدته ان تختار الوقت الذى يناسبها فى اقرب وقت

                        *********************

الجمعة صباحا... واثناء تناول يحيي ونادية افطارهما معا
سألها"نسمة كلمتكم؟"
"اه كلمت بابا اول ما وصلت وبتكلمه كل يوم...بس تصدق فاتنى انى اخد رقمها"
"ابقى هاتيه نتصل نسأل عليها... برضه علشان متحسش انها لوحدها"
"حاضر...يحيي بقالك قد ايه مروحتش لمامتك؟"
"كتير يا نادية فعلا...انتى روحتى لها ولا ايه؟"
"اه ...امبارح عديت عليها بعد مانزلت من عند بابا"
"مقلتليش ليه طيب كنا روحنا مع بعض؟"
"انا لما كلمتك سألتك فاضى ولا لأ قلتلى مش فاضى...ومكنتش مقررة انى هروح لها الا على اخر لحظة... قلت ألم كل المشاوير امبارح علشان النهاردة رانيا وسلمى مأكدين عليا نتقابل فى النادى بالليل ...وبكرة ان شاءالله مش نازلة ولا رايحة فى حتة...يدوب اعمل البيت واجهز لأكل الاسبوع"
"اه صحيح... هانى واحمد قالولى امبارح على حكاية النادى دى... شفتى كارت مصطفى؟"
"كارت ايه؟"
"خطوبة مصطفى يوم الجمعة الجاية... حطيت لك الكارت على الكومودينو قبل ما انام"
"مشفتوش خالص...هتروح لمامتك امتى؟"
"بعد الصلاة هروح لها ...انا بكلمها كل يوم وملمحتليش انها زعلانة"
"هى مقالتش...بس انا حسيت"
رن هاتف يحيي فى غرفة النوم...نهضت نادية
"خليك كمل أكل...هجيبهولك"
"ربنا يستر وميطلعش مصيبة تلخبط خطة اليوم كله"

عادت نادية من الغرفة وهى تحمل الهاتف...وتناوله ليحيي
"عبير!!"
تناول يحيي الهاتف وهو متعجب من الاتصال وموعده
"الو"
سمعها تهتف
"يحيي... انا اسفة اوى انى بكلمك بدرى بس ملقيتش حد اكلمه غيرك"
"خير يا عبير فى ايه؟"
"انا عطلانة على الطريق مش عارفة العربية حصل لها ايه...الميكانيكى بتاعى قافل تليفونه ...متعرفش تجيبلى حد وتيجى؟"
"انتى لوحدك؟"
"معايا ماما ومريم...انا خايفة والله لو حد طلع علينا موتنا ولا سرقنا محدش هينجدنا"
رد يحيي مطمئنا لها وهو ينهض
"متقلقيش... انتى بعيد عن القاهرة بقد ايه؟"
"يعنى حوالى ساعة الا ربع كده"
"طيب متخافيش...اقفلى عليكم العربية وهجيبلك ميكانيكى واجى اخدكم...ولا ضرورى تسافرى؟"
"لالالا مش ضرورى خالص... نرجع بس بالسلامة يارب"
"خدى رقم تليفونى على تليفون مامتك ولا بنتك احتياطى لتليفونك يفصل ولا حاجة"
"حاضر...متتأخرش عليا يا يحيي الله يخليك"
"حاضر...يالا اعملى زى ماقلتلك...مع السلامة"
اغلق يحيي الهاتف وهو يبدل ملابسه فسألته نادية بقلق
"هو فيه ايه؟"
"زى ما سمعتى يا نادية"
"انا سمعتك انت ومفهمتش... هى عربيتها عطلانة بتتصل بيك ليه ماتتصل بالميكانيكى"
"اتصلت وتليفونه مقفول... هى خايفة ومعاها مامتها وبنتها ومالهاش حد تتصل بيه يا نادية..ايه اللى يضايقك فى كده؟"
"انا مش متضايقة انا بفهم بس"
"عارفة يا نادية... وهى بتحكيلى الموقف انا تخيلتك انتى وفريدة فى موقف مشابه فقلت لازم اساعدها علشان لو حصلكم اى حاجة وانا بعيد عنكم ربنا يبعتلكم اللى يساعدكم"
"ربنا يجازيك خير يارب... كده بقى مش هتروح لمامتك"
"لما ارجع ربنا يسهل ان شاءالله"
كان ارتدى ملابسه اثناء الحديث... انحنى ورفع فريدة يقبلها ... ودعته نادية عند الباب
"خلى بالك من نفسك يا يحيي وابقى طمنى عملت ايه"

                       ******************

عاد رامى من بيت والدته قبل المغرب بقليل...ضاقت نوال بعودته مبكرا...سألته بمجرد دخوله المنزل
"جيت بدرى يعنى؟"
"صبرى عايز يتفسح فقلت نخرج النهاردة شوية"
"لو عايز يخرج خُده واخرجوا انا مش قادرة"
دخلت غرفة صبرى فدخل خلفها
"مالك؟؟ تعبانة؟"
"شوية"
"خلاص لما تكونى كويسة"
دخل غرفته ...بدل ملابسه وعاد يجلس معها يشاهد التليفزيون... اغلقت الكمبيوتر..ونهضت
"انا داخلة انام...خلى بالك من صبرى"
"تنامى دلوقتى؟؟ احنا لا عصر ولا بالليل"
"انا حرة يا ارمى انام وقت ما انا عايزة"
"طيب براحتك...بس لو تعبانة نروح بكرة لدكتور نشوف مالك"
"هرتاح وهبقى كويسة"
تركته ودخلت غرفتها... لا تعلم هل تهرب من مواجهته لعلمها بذنبها؟ ام تتجنب الجلوس معه نفورا وبغضا؟

                       ********************

ذهبت نادية للنادى للحاق بموعد صديقاتها... وجدت رانيا وهانى واولادهما... جلست معهم وبعد قليل جاءت سلمى واحمد واولادهما

جلسوا جميعا بعد التحيات...لاحظوا تأخر يحيي
احمد"هو يحيي مجاش ولا ايه؟"
نادية"عند مامته وجاى كمان شوية"
هانى"والله افتكرته بيركن ولا بيشترى حاجة"
نادية"هو لسه مكلمنى من شوية وقال مش هيتأخر"

وكالعادة ذهب الاطفال للعب وتقاربت مقاعد النساء وابتعدت نسبيا عن الرجال على نفس الطاولة

جاء يحيي ...كان يبدو عليه الاجهاد...جلس بجوار زملاؤه
سألته نادية"يحيي انت متغديتش... اطلب غدا"
يحيي"أكلت عند ماما"
نادية"العربية اخدت وقت كتير لحد ما اتصلحت؟"
سأل احمد"هى عربيتك كانت عطلانة؟"
رد يحيي"لا ..عربية عبير"
نظر جميع الموجودين لبعضهم البعض... بينما بدأ يحيي سرد ما حدث من مكالمة عبير حتى اتصالها به بعد رجوعها بيتها

مالت رانيا على نادية وسألتها
"عملتى ايه يا نادية لما عبير اتصلت بيه"
ردت دون ان تنتبه لقصد رانيا
"جبت له التليفون"
نظرت رانيا وسلمى لها متفاجئتان... ثم لم تتمالك احدهما نفسها فضحكتا...سألت نادية
"بتضحكوا على ايه؟"
اوضحت لها سلمى
"رانيا بتسألك عملتى ايه يعنى لما اتصلت وقالت له تعالى"
نادية"معملتش حاجة"
رانيا"والله انا لو مكانك ما كنت خليته ينزل"
نادية"ليه يعنى"
سلمى"طبعا يا نادية... ارملة وصغيرة وحلوة وكفاية اوى انهم مع بعض فى الشغل...يوم الاجازة كمان يتقابلوا؟!... انا كمان لو كانت اتصلت مكنتش خليته يروح... تتصرف هى بأى طريقة احنا مالنا"


هناك 22 تعليقًا:

  1. حلوة اوووي الحلقة تسلم اييدك

    ردحذف
  2. الاسلوب بتاعك ده القصه مش هتخلص

    ردحذف
  3. تحفة بجد انتى روعة وبحب كل كتاباتك

    ردحذف
  4. تحفه بس هتخلص امتا؟

    ردحذف
  5. حلووووووة اوووووي بس صغيره جدا اول ما بدات استمتع لقيتها خلصت :(

    ردحذف
  6. حلوة اوووووووووووووووووى بس قصيرة ربنا معاكى ويعينك والف سلامة عليكى

    ردحذف
  7. حلوة اووووووووى ربنا معاكى :D

    ردحذف
  8. قاعدة الستات دي شكلاها هتخرب على نادية في الاخر

    ردحذف
  9. تحفه بجد انتى روعه مشاء الله انا بروح فى عالم القصه واتخيلها لدرجة جوزى بيكلمنى يﻻقينى ﻻ سمعاه وﻻ حاسه بقا يقولى يبقى اكيد دينا عماد

    ردحذف
  10. حلوة اوى بس الحلقة قصيرة اوى اوى ابقى طوليها شوية الحلقة الجاية وياريت.تفوقى نوال دى انا نفسى اضربها يمكن تتعدل :/
    #Lena

    ردحذف
  11. ايوه خليهم ينصحوها شوية ممكن تاخد بالها منه

    (gigi)

    ردحذف
  12. حلوه بس مش مشوقه وقصيره شويه بس تسلمي ع تعبك وياريت تخلص بقي عشان نعرف النهايه

    ردحذف
  13. جميله جدااااااا تسلم ايدك :)

    ردحذف
  14. قعدة ناديه مع الستات دول هيبوظولها دماغها :D
    بستحححفه تسلم ايدك

    ردحذف
  15. تحففففه فين الباقي ارجو ان تضعي لنا 3 حلقات مع بعض

    ردحذف
  16. صغييرة اوي يا دينا حرام عليكي كدا القصة مش هتخلص

    ردحذف
  17. اول مرة اعلق بس اسلوبك فوق الرائع

    ردحذف
  18. حلوه زى كل مره تسلم ايدك

    ردحذف
  19. وااااااااو توووووووووحفہ واسلوبگ جميل
    استمري استمري

    ردحذف
  20. والله عندهم حق باردة اوى هى وبتشك فى كل حاجة هبله وتيجى ع اللى اى واحدة ممكن تشك فيه او تغير حتى وتطمن وتحط فى بطنها بطيخة صيفى :D

    ردحذف

قول رأيك بلاش تقرا وتقفل من سكات...ارائكم تهمنى