الأربعاء، 2 يوليو 2014

ابغض الحلال - الجزء الثانى - الحلقة 22

الحلقة 22

فى الطريق ... لاحظ يحيي شرود نادية فسألها
"لسه مصدعة؟"
"شوية"
"فيه مسكن فى البيت ولا نشترى واحنا ماشيين"
"فيه"

ساد الصمت بينهما ...حتى وصلا منزلهما
أدخلت نادية فريدة غرفتها...غيرت لها ملابسها وهى لا تزال نائمة
عادت لغرفتها...وجدت يحيي قد بدل ملابسه وأطفأ الضوء و خلد للنوم
اشعلت الضوء مرة اخرى وبدلت ملابسها وهى متعمدة ان تصدر ضجة...فاستنتج يحيي انها مازالت تتألم
"نادية...خدتى مسكن ولا لسه؟"
"مخدتش حاجة"
"طيب متنسيش تاخدى قبل ماتنامى"
استفزها هدوء يحيي... فصرخت فيه
"انت ايه البرود اللى انت فيه ده؟"
فوجئ يحيي بعصبيتها وتطاولها عليه...فانتفض وهو يسأل
"انتى بتقولى ايه؟...مين اللى بارد"
"انت يا يحيي... جاى تنام ولا كأنك حارق دمى"
"انا؟؟ كل ده علشان عندك صداع...هو انا اللى جبتهولك"
"مفيش صداع ولا زفت...فيه انك نسيت نفسك ونسيت وجودى معاك"
جلس يحيي متربعا على السرير وهو يستفسر
"لأ...فهمينى بقى فى ايه"
"الهانم اللى من ساعة ما جت الخطوبة وانت مهتم بيها وقاعدة جنبك تودود ف ودانك... ده انت حتى مكلمتنيش قد ما كلمتها"
ابتسم يحيي وهو يسألها
"عبير؟"
ازدادت عصبية نادية...ارادت ان تكسر فك يحيي الذى يبتسم به... فالتفتت واخذت فرشاة الشعر من على التسريحة وألقتها فى اتجاه يحيي.... الذى تفاداها على اخر لحظة وهى تصرخ
"سيرتها فرحتك اوى"
نهض يحيي من على السرير ومازالت ابتسامته على شفتيه... اقترب من نادية وضمها لصدره
"من امتى الغيرة دى"
ردت وهى تتملص من حضنه
"من ساعة ما بقيت بتوشوش الستات"
هدأت لهجتها وهو يحكم قبضته عليها... ويتكلم فى اذنها
"مفيش ست غيرك تملى عينى وقلبى"
همست هى الاخرى وشعور بالامان يتسلل لها من ضمته
"بأمارة ايه؟ بأمارة ما كل الناس قعدت تتلفت عليها اول ما وصلت... واهتمامك بيها...ورغى رغى رغى"
اعاد رأسه للخلف قليلا بيقابل نظراتها
"الناس كانت بتتفرج علشان العريان اللى كانت لابساه... وده انا مليش دعوة بيه... الرغى اللى بتتكلمى عنه كان شغل ولو فيه حاجة غير الشغل اكيد مش هتبقى قدامك"
"يا عالم بتعمل ايه من ورايا"
استاء يحيي من نبرة الشك... فقد احتوى الغيرة اما الشك فلا يقبله
عاد مرة اخرى للسرير وهو يطفئ الضوء
"قدامك زى من وراكى يا نادية... لو انتى بتشكى فيا ..كده يبقى فيها كلام تانى"
لم تعرف نادية هل تشك به فعلا ام انها لحظة غيرة عابرة من موقف ما ...لن يتكرر

                   **********************

استيقظت نسمة فى اول اجازة لها بعد بدء الدراسة... فى وقت متأخر نسبيا... كانت تحتاج الاجازة جدا...فالدراسة متعبة حقا اكثر مما توقعت... نهضت بكسل...سرعان ما بدلته بنشاط بعدما تناولت افطارها واعدت كوبا من النسكافيه ...واحضرت كتبها وبدأت المذاكرة

بعد ساعة تقريبا...رن هاتفها... وجدته ابراهيم...ردت
"الو"
"نايمة؟"
"لا صحيت وفطرت وبدأت اذاكر اهو"
"ايوه الناس اللى بتذاكر من بدرى ...طيب كنتى صحينى اذاكر انا كمان"
"انت مقلتليش...وخلاص اى مرة تكون عايز تصحا بدرى قولى"
"ماشى... قوليلى قدامك قد ايه وتكونى جاهزة؟"
"جاهزة لايه؟ انا مش نازلة النهاردة"
"انا كنت محتاج مساعدتك فى جزئية كده مش فاهمها... لو ممكن ننزل نذاكر مع بعض وتشرحيلى اللى مش فاهمه؟"
"حاضر... نص ساعة كده واكون جاهزة...هنتقابل فين؟"

                      *******************
بعد اقل من ساعة... كانا يجلسان فى حديقة عامة
كل منهما يحمل كتبه واوراقه... رتبا كتبهما وسألت نسمة
"مش فاهم ايه بقى؟"
"فيه انتى حاجة مش فاهماها اشرحهالك"
نظرت له معاتبة
"يعنى كنت بتضحك عليا ونزلتنى ع الفاضى؟"
"مش ع الفاضى والله... انا قلت نذاكر مع بعض مش اكتر ولما قلتيلى مش نازلة النهاردة قلت استعطفك علشان تنزلى"
"مبحبش كده يا ابراهيم... انت ضحكت عليا...وبعدين انا مبعرفش اذاكر مع حد"
"انا اسف حقك عليا... والله هنذاكر مش هضيع وقتك...بس ده ميمنعش اننا ناخد بريك وسط المذاكرة"
"مذاكرة بجد ولا تضييع وقت؟"
"انا ضيعت وقتك ولا عطلتك قبل كده؟"
"الصراحة لأ"
"خلاص...يبقى نشجع بعض"
"ماشى... لما نشوف".

مضت ثلاث ساعات من المذاكرة بجد واجتهاد...لم يشعر بها ابراهيم الا بعد ان نظر فى ساعته
"نسمة انا تعبت... نريح شوية"
نظرت نسمة فى ساعتها
"تمام... كفاية كده النهاردة"
"كفاية ايه؟ هما دول بس مذاكرتك النهاردة"
"لأ هكمل بعد الغدا"
"هنكمل بعد الغدا... انا عازمك"
وضعت نسمة يدها على خدها واتكأت على الطاولة وهى تسأله
"فيه حاجة عايزنى اشرحهالك"
"لأ ...خلاص دى بقت مفقوسة هشوف سبب تانى"
"انا مش لسه قايلالك مبحبش كده"
"طيب من الاخر عايز نتغدا مع بعض ونكمل مذاكرة ومنسيبش بعض غير ع النوم... قلتى ايه؟"
"وده ليه ان شاءالله"
"مش عارف... مش عايز ابقى لوحدى"
صمتت نسمة...هى الاخرى تريد ان تظل بصحبته...لا تود العودة والبقاء بمفردها... ولكن... كيف ستفسر علاقتهما
تذكرت انها ليست بمصر... وان صحبتهما لن تفسر بشكل خاطئ... من الاساس لن ينشغل احد بتفسير علاقتهما
اثار صمتها تساؤل ابراهيم..فسألها
"ضايقتك؟"
"لأ"
"زهقتى منى؟"
"ليه بتقول كده"
"علشان حسيت انى فارض نفسى عليكى"
"انا مليش حد هنا غيرك بعد دكتور حشاد"
"طيب ما تحكى لى شوية عن معارفك وعيلتك ولو مش هتزهقى احكيلك انا كمان عن عيلتى واصحابى وبلدى وحياتى"

لم تكن تلك رغبته وحده...بل كانت رغبتها ايضا
شعور غريب يتملكها عندما تكون بصحبته...شعور يهون عليها غربتها... يشعرها بالراحة والامان... لا تمل ابدا من حديثه الذى لا ينقطع سوى وقت المحاضرات او وقت المذاكرة

نهضت وهى تجمع كتبها
"الله يسامحك...انا كنت ناوية اطبخ النهاردة معدتى نشفت سندوتشات"
"ايه ده... انتى بتعرفى تطبخى"
"نعم... اشطر من 100 زى حضرتك"
"تبقى فاشلة... انا بعمل لنفسى فطار بالعافية"
"فاشلة!! ماشى... الاجازة الجاية متنزلنيش بدرى وانا اطبخ وادوقك اكلى"
"عزومة مقبولة مقدما... النهاردة بقى هوديكى مكان تحفة"

اخذها ابراهيم لمطعم فاخر... كل جزء منه ينطق بالجمال والفخامة... انبهرت بجمال المكان ولكنها قالت
"ابراهيم...بلاش هنا"
"ليه؟ المكان مش عاجبك؟"
"لأ حلو جدا... بس اكيد غالى اوى"
"متخافيش ...مش هنغسل صحون لما نخلص"
"ابراهيم انا مبهزرش... مش لازم تعزمنى فى مكان غالى كده"
"متخافيش يا نسمة والله عامل حسابى...ومفيش حاجة تغلى عليكى"
جلست نسمة وهى خائفة ان تكون عبء مادى على ابراهيم... جلسا ... طلبا الطعام ...وفى انتظاره بدأ ابراهيم يحكى
"طول الاسبوع اللى فات مكنش عندنا وقت نحكى...النهاردة عايز احكيلك على كل حاجة عنى... انا اخ ل4 اخوات غيرى بنتين وولدين...انا رقم 3 قبلى ولد وبنت وبعدى ولد وبنت... ابويا عنده مصنع منسوجات كبير وشغله بيتوزع فى مصر وبيتصدر بره كمان... اخواتى الصبيان بيشتغلوا معاه بس انا عشت دور عبدالوهاب ابن عبد الغفور البرعى فى لن اعيش فى جلباب ابى ... مش عايز اشتغل معاه او تقدرى تقولى عايز انجح لوحدى ولو فشلت هضطر اشتغل معاه... بس انا مش حابب يبقى بينى وبين اخواتى شغل وفلوس ممكن تزعلنا من بعض لانى شايف اخواتى الاتنين بينهم مشاكل بسبب اختلاف ارائهم فى الشغل وانا مش عايز ادخل وسطهم انا كمان... اخواتى البنات متجوزين الصغيرة لسه متجوزة قريب...امى ست طيبة مالهاش غير البيت واحنا... اصحابى القريبين هما جيرانى اللى من واحنا صغيرين مع بعض... بس طبعا كل مرحلة بيكون لى فيها اصحاب وبعدين بنتفرق بمشاغل الحياة"

سمعته نسمة جيدا... وحكت له عن اسرتها... عن سمير ونادية ونوال وعن احبابها الصغار صبرى وفريدة... عن سعاد واسلام... حكايات سريعة وعابرة اغفلت فيها عمدا زواجها من بلال... فقط ذكرت مديحة وبلال كجزء من عائلتها.

                       ******************

مضت الشهور التالية ولم يتغير الحال

نوال تبتعد عن رامى وتعطى كل مشاعرها لهيثم... ازدادت مقابلاتهما فى مكانهما المشبوه
لم تتوقف عن افعالها...بل توقف ضميرها الذى كان يؤنبها
واقتنعت تماما ان رامى هو السبب بتركها وحيدة

اما نادية فقد كانت الغيرة تملأ قلبها يوميا... زادت اتصالاتها بيحيي خلال اليوم... كثيرا ما فاجأته بالزيارة فى المكتب بأعذار واهية
تلاحقه بالاسئلة اين كان ومع من؟
حاول يحيي ان يحتوى غيرتها ويطمئنها ... قليلا ما ثار من ملاحقتها له وكثيرا تجاهل ضيقه من غيرتها
فمرت الشهور بين شد وجذب خفيف غير مباشر

اما نسمة...فقد ازدادت قربا من ابراهيم وقويت صداقتهما
تبقى شهر على انتهاء الكورس والعودة لمصر
وفى احد ايام الاجازات... كانا يجلسان متقابلين يستذكران كعادتهما
فجأة ...نظر لها ابراهيم وعيناها فى الكتاب...وقال
"انا بحبك"
سمعت نسمة كلمته وتوقفت عن القراءة ... قبل ان ترفع عينيها من الكتاب ...اكمل
"بحبك اوى يا نسمة"
ارتفعت عينا نسمة لتقابل عينيه التى امتلأت حبا...فقالت
"متخلطش الصداقة بالحب يا ابراهيم... انت علشان متعرفش غيرى هنا بيتهيألك"
"انا مش مراهق علشان اخلط... انا بحبك وعايز اكمل حياتى معاكى"
شعرت بقلبها يخفق بشدة... تريد ان تخبره انها تريد ان تكمل حياتها معه... كان يقلقها من قبل انها لن تراه ثانية عندما تعود لمصر... كانت تبرر تعلقها به انها مجرد مشاعر صداقة لصديق وحيد تقضى معه اغلب ساعات يومها
اقنعت نفسها ان مشاعرها تجاهه تعود فقط... أما الان وهو يصارحها بحبه... شعرت انها تريد ان تعترف هى الاخرى بحبها له
سألها بقلق" ايه يا نسمة؟ مالك؟؟ انا عايز اتجوزك"
ردت بنبرة هادئة"فيه حاجة لازم تعرفها الاول"
"حاجة ايه؟"
"انا مطلقة"
ردد باندهاش"مطلقة!!"
اجابت بثبات وقلبها يتمزق
"ايوه... اتجوزت واتطلقت من 3 سنين"



هناك 29 تعليقًا:

  1. اهو انا كنت خايف اقرا الحلقة عشان متخلصش
    بجد كده ظلم

    ردحذف
  2. حلوة اوى يادينا وبقيت متشوقة هايحصل ايه فى الحلقات الجاية

    ردحذف
  3. جميييييييييلة أوي يا دندن ^_^ مستنية الحلقة اللي جاية :)

    ردحذف
  4. عايزة كماااااان...يا رب يطلع رد فعله كويس مع نسمة

    ردحذف
  5. حلوة اوي انت واحدة مبدعة بس ممكن تطولي الحلقة شوية

    ردحذف
  6. تحححفه بس ابووس رجلك طولي الحلقه انا اتشليت

    ردحذف
  7. حلوه اووووووووي

    ردحذف
  8. جميييييييييييييييلة اوى يا دينا

    ردحذف
  9. تحفة جدا بس مضيقة من نوال و حاسة انهأ هيتقبض عليها فى ألمكان النيلة دة

    ردحذف
  10. حلقة تحفة

    ردحذف
  11. نوال انا فقدت فيها الامل خلاص تستاهل اللي هيجرالها بقي اما نادية ربنا يستر علي جوزها من عبير مش مستريحالها ـ نسمة وهي نسمة صعبت عليا قوي الله يسامحك يا بلال ع اللي سببتهولها من اذي ووقف الحال وربنا يهديك يا ابراهيم وميفرقش معاك موضوع الطلاق ده خليها تفرح شوية

    ردحذف
  12. to7faaaaaaaa

    ردحذف
  13. جميلةجدا يارب يهديك يا ابراهيم وموضوع الطﻻق ميفرقش معاك

    ردحذف
  14. حلوة طبعاااااااااااااااااااااااا كالعادة ربنا يوفقك

    ردحذف
  15. دينا اللى بعده ونبى علشان انا اتشوقت

    ردحذف
  16. تجنن اوى يادودو وشوقتنى اوى للحلقة الجايه

    ردحذف
  17. تحفه تحفه بجد مستنين الباقى يفرغ الصبر

    نسمة صعبانه عليا ونوال عاوزه الضرب وناديه تهدى شوية

    ردحذف
  18. والله والله والله انتي رائعه الجمال ما شاء الله بس النهايه وااااااااااااااااااو مشوقه جدا

    ردحذف
  19. لالالالالا الحلقة قصيرة جدآآآآآآآآ

    ردحذف
  20. جميله جدا بس قصيره حبتين ناديه لازم تهدى هاتروح فى داهيه ونوال حسبى الله ونعم الوكيل

    ردحذف
  21. تحفه بس طولي الحلقه شويه ومتغببيش في الحلقه الجايه

    ردحذف
  22. بجد تحفه كالعاده ربنا يسعد نسمه واللى بيصبر بينول وربنا يهدى ناديه ويحيى ويبعد عنهم عبير لانى مش مرتحالها خالص حسه وراها مصيبه اما طبعا نوال بقا فا هى اللى هتتحمل نتيجه افعلها ومش هترتاح الا لما تتفضح او يحصلها مصيبه كبيره مهما حصل مع جوزها مكنش ينفع توصل انها تخونه

    ردحذف
  23. انا مستني الباقي وربنا يصبرنا

    ردحذف
  24. اوباااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ربنا مع نسمة وميطلعش عيل بس حراااام كده الحلقة صغيرة

    ردحذف
  25. حلوه زى كل مره تسلم ايديك

    ردحذف
  26. اوووووووووف يادى حوار مطلقه دوت اللى وراها وراها ربنا يسامحك يا بلال :(

    ردحذف

قول رأيك بلاش تقرا وتقفل من سكات...ارائكم تهمنى