الاثنين، 21 يوليو 2014

ابغض الحلال - الجزء الثانى - الحلقة 30 والأخيرة

الحلقة 30 والاخيرة

صمتت نادية... وصمت يحيي... جاء الجرسون بالطعام
وضعه فى صمت... وبدأت نادية تُطعم فريدة بصمت ايضا
ظل يحيي ينظر لهما... فلاحظت نادية وسألته
"بتبص لنا كده ليه ومش بتاكل"
"وحشتونى"
امسك يحيي بيد نادية...وجدها ترتعش بين يديه
"كفاية بقى يا نادية... ارجعيلى"
ترددت نادية... تريد ان توافقه ولكنها تذكرت اهانته لها
"انت مديت ايدك عليا يا يحيي قدام الناس... انت عارف الاهانة اللى انا حسيتها وانت بتستغنى عنى بكل سهولة"
"غلطت... وانتى غلطتى ومتعانديش"
"ايوه اتسرعت... بس ده من حبى ليك"
"خلاص سامحى زى ما انا التمست لك العذر وسامحتك من اول دقيقة وجيت وراكى...نادية انا مش هتحايل عليكى اكتر من كده... بس حرام عليكى تفرقينا بسبب دماغك الناشفة دى"
"اوعى تكون فاكر انى فرحانة واحنا بعيد عن بعض..بس احنا الاحترام اللى بيننا اتهد"
"نبنيه تانى... حبنا وبيتنا وبنتنا وعشرتنا مع بعض كل دى تساعد اننا نبنى اللى اتهد... ولو انى شايف ان مفيش حاجة اتهدت دى ساعة شيطان وارد انها تحصل بين اى اتنين"
"جاوبنى الاول بصراحة...ايه اللى بينك وبين عبير"
"شغل وزمالة... مش اكتر من كده... ولو كان فيه حاجة اكتر مكنتش هحاول اصالحك من ساعتها"
"ومد ايدك عليا؟"
"تتقطع لو اتمدت تانى"
"ايوه تتقطع"
"طيب اضحكى عليا وقولى بعد الشر"
"والله يا يحيي لو فكرت تمد ايدك عليا تانى هيبقى اخر حاجة بيننا بجد"
ابتسم يحيي وهو يرى ابتسامتها
"يعنى افهم من كده ايه؟"
ضحكت نادية وهى تطعم فريدة التى بدأت البكاء جوعا
"ايه الغباء اللى نزل عليك فجأة ده"
"غباء يا نادية... واحنا بنتصالح ولسانك ده مفيش فايدة فيه"
وضعت الطعام فى فمه وهى تقول
"بس بقى ... الاكل برد وانا جُعت... كل وانت ساكت علشان قلت لبابا مش هتأخر"
"بابا!! احنا مش هنرجع البيت"
"مش لما اجيب الهدوم اللى عند بابا وتردنى قدامه"
"بحبك... بس يا سلام لو لسانك يقصر شوية"
"معلش يا حبيبى قدرك بقى"
بدأ يحيي تناول الطعام وقلبه يخفق من السعادة...لاحظ التغيير على ملامح نادية...اصبح وجهها اكثر اشراقا وابتسامتها تملأ وجهها
ظل ينظر لها ولفريدة بحب وهو يأكل ويطعم فريدة معها
اما نادية فكانت غير مصدقة انها اخيرا ستعود بيتها وان يحيي يحبها حقا ولو كانت شكوكها حقيقة ما حاول استعادتها مرة اخرى

                            *******************

فى منزل سمير... واثناء انتظار يحيي مع سمير حتى تحزم نادية حقائبها
بدأ سمير كلامه
"انا كنت حاسس ان الزعل بينكم مش هيطول... الحمدلله ان ربنا هداكم"
"الحمدلله... انا مستغناش عن نادية ابدا ولا عن فريدة"
"ربنا يخليكم لبعض... بس انا عايز اقولك كلمة مهمة وحطها فى بالك دايما"
"اتفضل"
"كلمة الطلاق دى ابعدها عن لسانك تماما... لو استسهلتها ممكن فى لحظة حياتك وبيتك واسرتك تضيع ومش هتعرف ترجعهم تانى"
فهم يحيي مقصد سمير...فطمأنه
"انا عارف... وانا عمرى ما كنت متسرع بس هنقول ايه لحظة شيطان وراحت لحالها"
"ربنا ما يجيبلكم حاجة وحشة"
خرجت نادية من غرفتها تحمل حقيبة وخلفها نوال بحقيبة اخرى
"خلاص يا يحيي... احنا جاهزين"
نهض سمير وهو يحتضنها ويقبلها
"مبروك رجوعك لجوزك... بس تانى مرة متتسرعيش ولسانك ميطولش على جوزك... انتى عايزاه يقول عليا معرفتش اربيكى"
يحيي"العفو يا عمى... انا عارف انها كده لوحدها"
ضربته نادية على كتفه مزاحا... وبعدها سلمت على نوال وهى تدعو لها
"عقبالك لما ترجعى انتى ورامى"
لم ترد نوال... واكتفت بابتسامة باهتة...اتجهت نادية للباب
سمير"ابقى كلمى مامتك فرحيها"
نادية"حاضر... وسلموا على نسمة لما تيجى"

                       *******************

فى الايام التالية... كانت نادية تذهب يوميا لسعاد لتترك فريدة عندها حتى تنتهى الامتحانات

وكانت نوال حائرة لا تستطيع الاختيار...هل تكمل دراسة ام تبحث عن عمل
الوقت يمر دون ان تأخذ قرار

اما نسمة... مع اظهارها القوة والتماسك...فقد كانت تفتقد ابراهيم جدا بعدما انقطع عن محاولات الاتصالات بها
ذكرياتها معه فى فرنسا كانت تزيدها ألما ...ولكنها لم تظهر ضعفها وحاولت ان تنساه كما نسيها

اما بلال فقد انتهى من توضيب الشقة وتبقى فقط شراء الاثاث وفرش الشقة قبل تحديد موعد الزواج

                    *********************

ذات مساء... وقبل ان تعود نسمة من العمل
رن هاتف سمير... فنظر للاسم وقال لنوال التى كانت تجلس امامه
"ده رامى"
رد بعدها
"الو... اهلا يا رامى... اهلا وسهلا... تنور طبعا...مع السلامة"

سألته نوال
"هو كان عايز ايه؟"
"عايز ييجى يقابلنى"
"ليه؟"
"معرفش... بيقول هييجى يوم الجمعة بالليل"
"يمكن علشان يشوف صبرى"
"كل ما بيكون عايزه بييجى ياخده من تحت... المرة دى مجابش سيرة صبرى خالص"
"طيب جاى ليه؟"
"يمكن عايز يصالحك"
صمتت نوال...لم تفرح ولم تعترض
فسألها سمير
"لو عايز يصالحك هتقولى ايه؟"
ردت نوال "مش عارفة... رأيك ايه يا بابا"
"فكرى كويس ... وافتكرى ان محدش غصبك على حاجة وكل مرة بيكون قرارك لوحدك"

فتحت نسمة باب الشقة عائدة من العمل... ألقت التحية وجلست معهم... كان يبدو عليها التفاؤل عكس الايام الماضية
فسألها سمير وهو يشعر بانفراج الازمة
"ابراهيم كلمك؟"
تبدلت ملامح نسمة على ذكر سيرة ابراهيم واجابت
"لأ"
ولكنها استعادت حماستها واكملت
"جالى ايميل من فرع القاهرة لشركة فرنسية كبيرة كنت بعتلها الcv  قبل ما اجى وعندى انترفيو يوم السبت"
سمير"ربنا يوفقك يارب والحمدلله ان العرض اللى جالك هنا ف مصر"
تمنى سمير ان تعود نوال لرامى وان يعوض الله نسمة عما لاقته فى الفترة الماضية

                       **********************

فى الموعد المحدد لحضور رامى...لم تكن نوال قد قررت بعد
استقبله سمير بترحاب... وجلس صبرى بجوار رامى
كان سمير متفائلا بالزيارة... ولكنه لم يبدأ فى اى حوار
حتى بدأ رامى بإخراج ورقة من جيبه وظرف مغلق
"اتفضل يا عمى"
تناول سمير الورقة وهو يتساءل
"ايه ده؟"
"دى ورقة طلاق نوال... وده المؤخر بتاعها... مع ان هى اللى باعت بس انا هسيبلها المؤخر ومالهاش حاجة تانية عندى...انا بعت الشقة والعفش بتاعها وباقى حاجتها انا لميتها وموجودة فى شقة امى اى وقت تيجى تاخدها"
فوجئ سمير.. ومن هول المفاجأة عُقد لسانه فلم يستطع الرد
ظن ان الوقت سيزيد الشوق بينهما ولكنه تأكد ان ما يجمعهما زواج بدون حب... وتذكر ان ماحدث هو اقل الخسائر
اكمل رامى
"انا مغدرتش ولا بِعت... هى اللى غدرتنى وانا مظلمتهاش"
"خلاص يا رامى... كل شئ نصيب"
"هبقى ابعت لصبرى مصروفه وهقدم له فى مدرسة كويسة ... وده قصاد ان اى وقت عايز اشوفه او اخده عندى محدش يعترض"
"هو حد اعترض قبل كده لما هنعترض بعدين"
نهض رامى من مكانه... وصافح سمير
"مكنتش اتمنى ان يحصل كده واتمنى ميحصلش مشاكل بعدين... حتى لما اتجوز مفيش حاجة هتتغير"
فوجئ سمير فسأل
"انت هتتجوز!!"
"اكيد مش هكمل حياتى كده"
استأذن رامى وخرج... وكانت نوال تسمع كل كلمة تقال... فخرجت وهى تحاول ان تبدو قوية كشقيقاتها فى مواجهة ازماتهن
"انا مش زعلانة على فكرة... كده احسن ... انا كنت عايشة حياة صعبة ...وحدة واهمال و..."
وسقطت دموعها... سقطت دموعها لانها اساءت التفكير والاختيار من قبل... دموع ندم وحزن على حياة فشلت فى بناءها وهى تعلم تماما انها اخطأت مرتين...اولهما حين تسرعت وتزوجت رامى وثانيهما عندما ابتعدت ولجأت لشخص آخر فى الوقت الذى كان بمقدورها الحفاظ على زوجها وابنها وبيتها.

                     **********************

طوال الليل... ونسمة تفكر
هل ستلتقى بابراهيم فى الشركة... هل أُرسل اليه موعد المقابلة كما ارسل اليها... كيف ستقابله...هل ستتجاهله ام تتكلم معه كزميل سابق... هل يفكر فيها كما تفكر فيه
تقلبت فى فراشها ... جلست على السرير وفتحت الدرج الذى يجاورها... فتحت العلبة التى لم يأخذها ابراهيم ونظرت للدبلة

جلست نوال هى الاخرى
"انتى منمتيش؟"
ارتبكت نسمة واغلقت العلبة ووضعتها فى الدرج واغلقته
"قلقانة شوية علشان معاد بكرة... انا افتكرتك نايمة"
"مش عارفة انام"
"متزعليش يا نوال ... ربنا يعوضك خير ان شاءالله ومين عارف يمكن يكون اللى حصل النهاردة ده من تأثير مامته وشوية ويرجعلك"
"انا مش هستنى يا نسمة... انا اتفقت مع بابا انى ادور على شغل وانسى اللى فات وابدأ احس بشخصيتى واربى ابنى... انما انتى بقى لسه بتفكرى فى ابراهيم؟"
"يعنى... اللى حصل صعب انساه بسهولة بس بحاول"
"انسى يا حبيبتى... الدنيا مبتقفش على حب ضاع ولا على راجل باع"
ضحكت نسمة بمرارة وهى تؤكد
"انتى هتقوليلى... انا متأكدة من كده"
"طيب حاولى تنامى علشان تكونى فايقة فى الانترفيو بتاعك"
ردت نسمة وهى تحاول النوم مرة اخرى
"تصبحى على خير"

                     *********************

فى اليوم التالى...كان موعد نسمة فى الثانية عشرة ظهرا
قبل الموعد بوقت كاف... نزلت نسمة كى تلحق بموعدها

على السلم... قابلت ليلى ووالدتها صاعدين
سلمت عليهما... وقالت ليلى
"انتى اتأخرتى على شغلك ولا ايه؟"
نسمة"لأ مش رايحة الشغل...عندى انترفيو فى شركة كنت مقدمة فيها"
والدة ليلى"ربنا يوفقك يا بنتى"
نسمة"شكرا يا طنط... انتوا قاعدين كام يوم مش كده...يعنى هنتقابل تانى"
ليلى"ان شاءالله... ادينا مستنيين نخلص فرش ونحدد معاد الجواز...هو بلال مقالكوش"
نسمة"عمتو قالت...بلال محدش بيشوفه خالص"
والدة ليلى"الله يعينه بيشتغل ساعات طويلة يا حبيبى"
نظرت نسمة فى ساعتها
"هستأذن انا واشوفكم بالليل ان شاءالله"
ليلى"هى نوال فوق؟"
نسمة"اه موجودة...عدى عليها وانتى طالعة لو عايزاها"
ليلى"ماشى...سلام انتى"

                       ********************

وصلت نسمة لمقر الشركة... دخلت غرفة الانتظار للمتقدمين للوظيفة...تقدمت للسكرتيرة وأخبرتها اسمها وجلست تنتظر الدور
عندما لم تجد ابراهيم... تعلقت نظراتها بالباب...لعله يأتى
بعد فترة قليلة...اقتربت من السكرتيرة ... وسألتها باستحياء
"لو سمحتى...انا كنت مقدمة انا وزميلى ومعرفش جاى فى الانترفيو ولا لأ"
"اسمه ايه؟"
"ابراهيم العوضى"
قلبت السكرتيرة فى الاسماء التى امامها
"اه...اسمه موجود"
شعرت نسمة ببعض الامل...على الاقل ستراه
ولكن السكرتيرة اكملت
"اه صحيح...ده كان هنا الصبح وسأل على اسمك وبعدين نزل"
عادت نسمة مكانها....محبطة... لقد غادر المقابلة كى يتجنب رؤيتها... تسللت الدموع رغما عنها الى عينيها... مسحتها سريعا قبل ان يراها الموجودين... دخلت الحمام مسرعة... وقفت امام المرآة تعدل من زينتها...ثم عادت وهى مقررة الا تفكر سوى فى القادم على الاقل اللحظات التالية حتى تتمكن من اجتياز المقابلة ... ويمكنها التفكير فى ابراهيم عندما تكون بمفردها.

                       *********************

بعد عودة نادية من الامتحان لاخذ فريدة...جلست مع سعاد قليلا
سألتها سعاد عن احوالها فأجابت
"الحمدلله يا ماما... بحاول ابطل غيرة على قد ما اقدر"
"لا يا نادية حرام عليكى... متخربيش على نفسك تانى"
"متقلقيش...غيرة بسيطة كده بس هو بيطمنى"
"الحمدلله.. انا عايزة اسألك على حاجة...هما اخواتك زعلانين منى فى حاجة؟"
"ليه ياماما بتقولى كده...هما مش بيجولك"
"نوال بتيجى ونسمة كل فين وفين بس بيكلمونى... مفيش واحدة فيهم فكرت انها تيجى تقعد معايا شوية"
"متزعليش منهم يا ماما... صعب انهم ييجوا ويقعدوا هنا لانهم مش متعودين مش حكاية زعلانين منك... احنا منستغناش عنك"
"ربنا يخليكم ... ويصلح حال اخواتك يارب"
"يارب... انا هقوم..مش عايزة حاجة"
"لا شكرا"
"هو اسلام هيخلص امتحانات امتى"
"كمان اسبوعين"
"ربنا معاه"

                      ******************

بعد نزول نسمة من الانترفيو... واثناء وقوفها لانتظار تاكسى
وجدت ابراهيم يهرول نحوها وهو يعبر الطريق
تجمدت مكانها... شعرت بالفرحة وظلت عيناها معلقة به
تقدم نحوها يصافحها
"ازيك يا نسمة"
اخفت فرحتها وهى تجيبه
"الحمدلله...انت ازيك"
"كويس... عملتى ايه فوق"
"تمام الحمدلله..هيتصلوا بالناس اللى هتتقبل خلال اسبوع"
"ربنا معاكى"
"انت اسمك كان موجود...محضرتش ليه"
"طيب ممكن نقعد فى اى مكان ونتكلم"
"لا معلش... مش هينفع"
"مش هعطلك كتير... كلمتين هقولهم وامشى"

صمتت موافقة... اشار تجاه سيارته ...تبعته وركبت معه.

اثناء جلوسهما معا... بدأ حديثه
"انا محضرتش علشانك"
"ولما محضرتش علشانى... قاعد معايا ليه دلوقتى"
"محضرتش علشان مضايقكيش وتتوترى قبل المقابلة فاستنيتك تحت"
"وانت؟؟ تضيع منك فرصة زى دى ليه؟"
"نسمة... انا مسافر امريكا...شركة من اللى بعتنالهم بعتولى من اسبوع واتواصلت معاهم وهستلم الشغل كمان اسبوعين"
"مبروك"
قالتها نسمة بحزن بعدما ادركت انها لن تراه ثانية
"انا بحبك وعايز نتجوز"
"قلتلك قبل كده مش هدخل عيلة رافضانى"
"نتجوز ونسافر...او اسافر وتبقى تحصلينى"
"من ورا اهلك؟؟"
"هقولهم...بس مش هستنى موافقتهم... انا قلت لك قبل كده ان رأيي من دماغى ومحدش بيمشينى ولا يقرر لى... انا بحبك وعايز اكمل حياتى معاكى...انتى متعرفيش الفترة اللى فاتت عدت عليا ازاى"
"اهلك مش عايزينى"
"اهلى جم خطبوكى وكانوا فرحانين بيكى... اللى رافضينه دى حاجة متخصوهمش ولا هى مبرر رفض اصلا... نسمة سؤال وخليكى واضحة... بتحبينى وعايزانى زى ما انا عايزك ولا لأ"
ترددت نسمة ... ولم تجب...فسألها
"جاوبينى"
"ايوه بحبك... بس مش عايزة ابتدى حياتى معاك وانا مكروهه من عيلتك...خايفة من اللى ممكن يحصل"
"بقولك مسافر...يعنى هنبقى بعيد عنهم خالص...فكرى يا نسمة...بس مفيش وقت ولازم تجاوبينى بسرعة... قبل ما اسافر"

                      *******************

عند عودة نسمة للمنزل...لم تجد أحد
اتصلت بنوال فعرفت منها انها مع ليلى ووالدتها ومديحة فى شقة بلال... جلست مكانها تفكر فى كلام ابراهيم ... وكلما تخيلت انه سيسافر ولن تراه ثانية ...تشعر بالضيق حتى تكاد تختنق

فتح سمير الباب...ودخل وجد نسمة جالسة شاردة
فسألها"قاعدة كده ليه؟ عملتى ايه ف المقابلة بتاعتك"
"الحمدلله بس لسه النتيجة"
صمتت قليلا ثم قال"انا قابلت ابراهيم"
جلس سمير قبالتها يسمع لها وهى تحكى كل ماحدث...حتى انتهت
"انتى عايزة ايه؟"
"مش عارفة... عايزاه وخايفة"
"يمكن لو الظروف مختلفة كنت هقولك انتى صح ليكى حق تخافى وتبعدى... بس انا شايف كنتى زعلانة قد ايه الفترة اللى فاتت مهما حاولتى تخبى... وشايف لما بتحكيلى عن مقابلتك بابراهيم عينيكى بتلمع ازاى ونفسك اقولك اتجوزيه... انتوا الاتنين بتحبوا بعض وهو كده كده هيسافر مش هيتجوز من مجايب اهله...يبقى متضيعوش حبكم"
اتسعت ابتسامة نسمة وهى تقبل سمير بفرحة
"قومى كلميه وخليه يحاول محاولة اخيرة مع اهله...يمكن يغيروا رأيهم"
"ولو فضلوا على رأيهم؟"
"شوفوا هتمشوا حياتكم ازاى وتتفقوا على ايه"

نهضت نسمة مسرعة تتصل بابراهيم من غرفتها... وخرج سمير للشرفة وهو ينظر للسماء ويحمدالله على سعادة ابنتيه نادية ونسمة رغم حزنه على ماحدث لنوال ولكنه حمدالله على ستره لها

بعد قليل عادت نسمة ووقفت بجواره...لاحظ انها ارتدت الدبلة مرة اخرى...حاوطها بذراعه وهو يسألها
"ايه اتفقتوا على ايه؟"
"هيكلم اهله تانى ونشوف"

                          ******************

عادت نوال فى المساء... مع مديحة وبلال وليلى ووالدتها
واثناء طرقها للباب...فتح سمير الباب
ومن خلال الباب المفتوح... لمحت نوال ابراهيم جالسا مع نسمة
فقالت متساءلة
"ابراهيم هنا؟"
رد سمير"اه... الحمدلله اتصالحوا"
ترددت الكلمة فى اذن ليلى...ففرحت واطمأنت اكثر
رغم انها فى الفترة الاخيرة وبسبب كثرة تواجدها وسط العائلة ادركت العلاقة العادية بين بلال ونسمة...الا ان ارتباط نسمة يزيدها اطمئنانا... دخلوا جميعا لتهنئة نسمة وابراهيم

                      *******************

فى الايام التالية...حاول ابراهيم مع اهله ولكنهم اصروا على موقفهم ...فى نفس الوقت الذى قُبلت فيه نسمة فى الوظيفة الجديدة

فاتفقت مع ابراهيم على ان تظل فى مصر وان تعمل حتى تسدد المبلغ الذى استدانه سمير من سعاد... على ان يؤسس ابراهيم فى تلك الفترة مسكن للزواج فى امريكا

تم عقد القران قبل سفر ابراهيم بأيام... واستلمت نسمة وظيفتها

طلبت نادية من يحيي ان يساعد نوال فى البحث عن عمل... واقنعته ان الافضل ان تعمل معه فى المكتب
ارادت نادية ضرب عصفورين بحجر واحد...منها مساعدة نوال فى ايجاد وظيفة... ومنها تطمئن من بعيد على العلاقة بين يحيي وعبير او اى من عميلات المكتب.

                      تـــــــــــــــمــــــــــــــــــــت

السبت، 19 يوليو 2014

ابغض الحلال - الجزء الثانى - الحلقة 29

الحلقة 29

لم تتحمل نسمة ما تسمعه...فقالت
"وانا مش هتجوز عيلة رافضانى... امشى معاهم يا ابرهيم"
الاب ثائرا"يالا يا ابرهيم... قسما بالله لو ما نزلت معايا..."
قاطعه ابنه الاكبر وهو يجذب شقيقه
"خلاص يا حاج... يالا يا ابراهيم... مفيش نصيب"

خرج ابراهيم يتبع اهله ويمسك به شقيقه... خلفه والده

نظرت نسمة لخروجه من المنزل... ثم نظرت للحاضرين قبل ان تختلط عليها الاشكال وتسقط أرضا.

صرخت سعاد وهرولت نحوها... تسبقها نادية التى كانت اقرب...ونوال
وقفت مديحة مشدوهة يقف الكلام فى حلقها بجانبها بلال
اما ليلى ووالدتها فقد سقطت دموعهما من شدة التأثر من الموقف
اقتربت مديحة من بلال وهمست فى اذنه
"خد خطيبتك وحماتك واطلعوا فوق دلوقتى"
ونظرت لاسلام والاطفال المفزوعين
"اطلع معاهم يا اسلام"
وشارت للاطفال ففهمها اسلام وقال رغم خوفه على اخته
"هاخدهم وننزل نشترى حاجة حلوة"

حاولت نادية وسعاد افاقة نسمة...فلم تفق
حملها يحيي حتى سريرها.... جلست نوال بجوارها وقد ملأت يديها من زجاجة برفان وقربتها من انف نسمة

بدأت نسمة تفيق ... وبمجرد ان تبينت ما حدث...وأدركت انها لم تكن تحلم... ظلت تبكى...وبجوارها سعاد تحتضنها
ونادية ونوال ومديحة وسمير ويحيي واقفين متأثرين يرددوا كلمات تصبرها وكل منهم قلبه يحمل ألما كبيرا

شعر يحيي بالحرج فخرج من الغرفة وجلس قرب باب الشقة المفتوح... تبعه سمير بعد قليل وجلس جواره
لاحظ يحيي حزن سمير...فربت على ركبته
"محدش عارف الخير فين..متزعلش نفسك"
هز سمير رأسه محاولا التماسك
"الحمدلله على كل حال"

سمعا صوت على الباب
"السلام عليكم"
نظرا...فوجدا المأذون الذى اتفق معه ابراهيم
فنهض سمير... ووقف المأذون ينظر للمكان الخالى الذى يخلو من اى مظاهر للفرح...فوقف يتساءل
"هو مش هنا كتب كتاب استاذ ابراهيم"
رد سمير بحزن"كان هيبقى ... مفيش نصيب يا مولانا"
تمتم المأذون بكلمات مواساة وغادر الشقة

                    *********************

فتح بلال باب الشقة ودخل ومعه ليلى ووالدتها
جلسا معا الثلاثة... وساد صمت حزين بينهم
نهضت الام"هقوم اتوضا واصلى"
ذهبت للحمام... نظر بلال لليلى فلاحظ تأثرها...فسألها
"لمحتك بتعيطى تحت...ده بجد؟!"
"انت شايف يعنى الموقف سهل؟!"
"لا مش سهل طبعا... بس اللى انا متأكد منه انك مبتحبيش نسمة"
"مبحبهاش علشان كانت مراتك وبحس ان عيلتك كلهم بيكرهونى علشان جيت مكانها...حتى مامتك...لكن بعد ما اتخطبت وعرفت انها بتحب خطيبها... وشفت مامتك فرحانة لها ازاى فرحت لها طبعا لان جوازها معناه ان محدش فى عيلتكم هيحاول يرجعكم لبعض"
"ثوانى..هو انتى طول الفترة اللى فاتت فاكرة ان ماما بتحاول ترجعنى ليها"
"اكيد... انت مش اتجوزتها غصب عنك...يعنى مامتك وخالك هما اللى غصبوا عليك...فكنت متوقعة انهم يغصبوا عليك تانى تسيبنى وترجع لها"
"انتى فاهمة غلط خالص... محدش فكر يرجعنا لبعض نهائى والكل عارف انى بحبك انتى ومش هتجوز غيرك... بس انا بجد متضايق اوى من اللى حصل... كان هاين عليا اقوم وراهم واحاول اقنع الراجل ده بس ملقيتش كلام اقوله والموقف كان سريع جدا"
"بص يا بلال...الموقف صعب ويقتل اى بنت... بس لو هو بيحبها بجد مش هيسيبها ولو سمع كلام ابوه يبقى تحمد ربنا انها خلصت منه"
"انا بجد مش مصدق انك بتتكلمى عن نسمة كده"
"ماهما لو مرجعوش لبعض ...منكرش انى هفضل قلقانة منها لحد ما تتجوز"
"ده مفيش ثقة بقى؟"
"حاولت كتير اقنع نفسى بتقبل الامر الواقع بس غصب عنى بغير عليك... متلومش عليا علشان مش بايدى"

                 *********************

حاولت سعاد اقناع نسمة بقضاء كام يوم معها...ولكنها رفضت وطلبت ان تظل فى بيتها
فى الليل... وفى غرفة البنات... عندما جفاهم النوم
حاولت نادية ونوال التخفيف عنها بكلمات تواسيها ولكنها قالت
"محدش يصبرنى... انا زعلانة من الموقف كله بس انا كمان استاهل...انا مكنش المفروض اوافق انه يخبى حاجة زى دى... انا اللى رخصت نفسى لما قبلت"
نوال"انتى مغلطتيش... هو كان عارف وراضى"
نسمة"لو كنت صممت يقولهم...مكنتش اتحطيت فى الموقف ده"
نادية"هو ابوه ده فاكر نفسه ايه... اهو عنده بنات وان شاءالله يدوق اللى شفناه"
نسمة"خلاص مالناش دعوة بيهم...الله يسهلهم"
نادية"ولا يهمك يا حبيبتى...بكرة ربنا يعوضك خير"
سقطت دموع نسمة مرة اخرى...ولكن مسحتها سريعا
"خلاص بقى... كأن مفيش حاجة حصلت الله يخليكم... مش كل شوية نعيد ونزيد فى نفس الكلام"
نادية"احنا عايزينك بس متزعليش"
نسمة"لازم هزعل شوية واتعود بعد كده...يعنى هى اول صدمة"

                         *****************

فى اليوم التالى... ذهب بلال وليلى وحماته ومديحة لمعاينة الشقق التى تناسب بلال
جميعها فى مناطق متوسطة... ومتوسطة الحجم
لم تعترض والدة ليلى على اى شقة فيهم...بل تركت الامر برمته بين يدى ليلى وبلال... كما فعلت مديحة

خلال اليوم... استقر بلال وليلى على شقة اعجبتهم
واتفق بلال مع صاحبها على اتمام اجراءات البيع فى الايام التالية

                    *******************

فى مساء اليوم التالى
اتصل يحيي على هاتف المنزل... كان يريد الاطمئنان على نسمة بالفعل...رد سمير عليه...وطمأنه على نسمة وعليهم جميعا

وقفت نادية تسمع ردود سمير...وتمنت لو انها ردت بالصدفة
انتهت المكالمة دون ان يناديها سمير...فشعرت باحباط شديد

بعد قليل..رن جرس الباب
نهضت نوال تفتح الباب...وجدت ابراهيم امامها
ألجمت المفاجأة لسانها... فلم تعرف هل تدعوه للدخول أم تطرده... فالتفتت تنظر لسمير
الذى أتى للباب
"خير يا ابراهيم؟"
ابراهيم"عمى انا اسف على اللى حصل"
رأى سمير بارقة امل فى حضور ابراهيم... فتنحى جانبا
"اتفضل نتكلم جوه"

دخل ابراهيم.. جلس وهو يشعر بالحرج...ثم استكمل كلامه
"انا عارف ان انا اللى غلطان فى كل ده... انا اسف انى اتسببت لكم فى كلام جارح من بابا"

سمعت نسمة صوته...فأتت من الداخل
وقفت وهى تسأله
"جاى ليه يا ابراهيم"
نهض ابراهيم واقترب منها وهو يخبرها
"جاى ليه يعنى ايه؟؟ انا جاى اعتذرلك واعتذر لباباكى"
نسمة"طيب اعتذار مقبول... مع السلامة"
سمير"الكلام مش كده يا نسمة...عيب"
دخلت نسمة غرفتها دون ان ترد... عاد ابراهيم يجلس مكانه وهو مندهش من رد نسمة...قبل ان يتكلم
جاءت نسمة بعلبة بها الدبلة والسوار الذى اشتراه له من قبل
"اتفضل... وياريت متحاولش تيجى او تتصل بيا"
ابراهيم"نسمة... انتى عارفة انتى بتعملى ايه؟ انتى بتهدمى كل اللى بيننا... انتى ازاى بتعاملينى بالقسوة دى وانا عمرى ما عملت معاكى حاجة وحشة"
نسمة"قلتهالك امبارح... مش هدخل فى عيلة مش عايزانى... انتهينا يا ابراهيم"
دخلت نسمة غرفتها.. فنظر ابراهيم لسمير يرجوه التدخل
"هتسيبها كده يا عمى... هتسكت ... انا شاريها"
رد سمير"مش عارف اقولك ايه يا ابراهيم... بس انا مقدرش اتدخل فى قرارات بناتى... وانا شايف انها معاها حق"
صمت ابراهيم للحظات... لم يجد ما يقوله
ترك العلبة مكانها وخرج

                       *********************

 فى الايام التالية... عادت نسمة لعملها وحاولت ان تبدو قوية متماسكة رغم حزنها على فقدها ابراهيم

بدأت زيارات ليلى ووالدتها لمديحة تكثر وتمتد الزيارة احيانا ليومين او ثلاثة... لتجهيز الشقة
شعرت مديحة اما انها اساءت فهم ليلى فى البداية او انها تغيرت بالفعل
عندما سألت بلال ...وحكى لها اسباب ليلى وكلامها التمست لها مديحة العذر
فكانت زياراتها خفيفة بدون مشاكل... وفى كل زيارة كانت تزور بيت سمير مرة ع الاقل ...اما عند حضورها او قبل سفرها

علاقتها بنادية ونسمة فى اضيق الحدود وكانت نوال الاقرب لها بسبب لقاءها بها كثيرا.

                        *******************

شعرت نوال بالضيق عندما وجدت شقيقاتها كل منهما مشغولة بعملها وانها المسئولة الوحيدة عن البيت والاطفال

فجلست مع سمير ...وسألته
"بابا... لسه زعلان منى؟"
"اللى عملتيه مش سهل يتنسى"
"غلطة يا بابا... ووالله ما كررتها ولا هكررها تانى"
"اتمنى"
"كنت عايزة اخد رأيك فى حاجة"
"خير؟"
"انا زهقانة ومتضايقة... حاسة انى مليش لازمة ولا بعمل حاجة مفيدة فى حياتى... اخواتى مع كل اللى حصلهم بس كل واحدة مستسلمتش ورجعت تشوف شغلها اللى اكيد بيشغلها... انا مش معترضة على اللى حصل لى بس بقيت حاسة انى الشغالة اللى هنا... انا اللى شايلة البيت علشان هما مشغولين... انا اللى بقعد بفريدة وصبرى علشان نادية وراها شغل"
"نسمة كانت شايلة البيت ومكنتش بتشتكى"
"كنا بنساعد بعض يا بابا واحنا بنات... ومكنش معانا عيال... انما دلوقتى ليه ابقى انا اللى شايلة كل حاجة ومليش هدف فى الحياة ولا بفيد نفسى ولا غيرى"
"طيب انتى عايزة ايه؟"
"مش عارفة احدد... اشتغل او اكمل دراسات ...اعمل اى حاجة تفيدنى"
"شوفى اللى يريحك ايه وانا موافق...عايزة تشتغلى دورى على شغل وانا هدور معاكى... عايزة تتعلمى شوفى الاجراءات ايه والمصاريف اللى تحتاجيها هديهالك"
"مفكرتش والله يابابا... انا قلت اخد رأيك الاول"
"فكرى براحتك واللى هيريحك اعمليه... وانا هتكلم مع اخواتك يساعدوكى شوية فى شغل البيت"
نهضت نوال... قبلت يد سمير وهى تشكره وتدعو له

                        *******************

كانت زيارات يحيي لفريدة اسبوعية... واثناء الاسبوع يتصل يسأل عن احوالها وعن صحتها...وان كانت تحتاج لاى شئ آخر

فى احدى زياراته... واثناء جلوس نادية...طلب منها يحيي
"نادية الصيف داخل وعايز اشترى لفريدة هدوم"
"طيب ماشى...هتعرف؟"
"لأ طبعا... لو ممكن تنزلى معايا واهو نفسحها شوية"
فرحت نادية ولكنها اجابته بعد تأكيد
"مش عارفة...هسأل بابا"
"طيب ...قومى اسأليه"

دخلت نادية لسمير تستأذنه... وافق بترحيب وهو يتمنى فى نفسه ان تعود نادية ليحيي وتحل المشكلة فى اقرب وقت

                 *********************

فى اليوم التالى... جاء يحيي فى الموعد المحدد وانتظر نادية اسفل العمارة... بعد قليل جاءته نادية وفريدة

ركبت نادية بجواره... وجلست فريدة فى الخلف
قال يحيي"احنا نروح نتغدا الاول.. وبعدين نروح نشوف الهدوم"
وافقته نادية"ماشى"

جلسوا معا... بدأت نادية الحديث
"ابقى خد فريدة وديها لطنط علشان كل ما تكلمنى تقولى نفسها تشوفها"
"حاضر...انتى عاملة ايه؟"
"كويسة الحمدلله"
"عندك امتحانات؟"
"اه بدأنا... وانت عامل ايه فى شغلك"
"الحمدلله "
بعد تبادل الحديث العادى الذى يتبادلانه دائما... صمتا
رن هاتف يحيي... فرفعت نادية عينها بتلقائية تجاه الشاشة... ولكن يحيي رد قبل ان تلمحه نادية... فسمعته
"الو... لا مش فى البيت ...اه هروح المكتب بالليل... مش جاية ليه خير؟؟ طيب متقلقيش...مع السلامة"

شعرت نادية بالغيرة ولكنها تدرك جيدا ان لا مجال لغيرتها الان... فقالت بهدوء
"لو متعطل عنها ممكن نأجل حاجة فريدة ليوم تانى"
"لا نأجل ليه... انتى قصدك متعطل عن مين؟"
"مش عبير دى اللى كلمتك؟"
"اه هى"
"طيب...تكون متعطل عنها ولا حاجة... اصلك مقدرتش تقولها انت فين"
"وليه اقول انا فين...انا رديت على قد السؤال"
"وياترى هتتجوزوا امتى؟"
تعجب يحيي...فسألها
"انتى تقصدى انا وعبير؟"
هزت رأسها ايجابا... فصحح لها
"انتى لسه مصممة على اللى فى دماغك ومصدقاه؟"
"انا مليش دعوة بحياتك... انا بسأل عادى"
"لا انا هتجوزها ولا هتجوز غيرها"
"وقصة الحب القديمة"
"مكنتش قصة حب... كانت رغبة فى الارتباط... وفشلت القصة قبل ما تبدأ وانتهينا... واللى بيجمعنا حاليا شغل وبس"
"شغل او بس او شغل وحاجة تانية انت حر"
"للاسف ...انا مش حر... اتكتب عليا اقضى بقية حياتى لوحدى"
"ليه لوحدك؟"
"علشان بعيد عن اللى حبيتها... اللى كل مشاعرى وحبى كان ليها وهى فى ساعة شيطان نسيت كل حاجة وحكمت عليا بالعذاب"
شعرت نادية بقلبها يخفق... سعيدة بأن يحيي مازال يحبها ... لكنها تساءلت...هل يحبها بالفعل ام انه كلام ليؤثر عليها فقط
"معقول يا نادية نسيتى حبنا بسهولة كده وقدرتى على البعد؟"
فاجأها بسؤاله... فكرت فى الاجابة ولكنها وجدت نفسها تجيبه
"دى حاجة تتنسى بالسهولة دى"
"طيب ليه؟"
"ليه ايه؟؟ هو انا اللى طلقتك ولا انت طلقتنى"
"ما انا جيت لك اعتذرلك... يا نادية العِند بتاعك ده مالوش اى لازمة.. كلنا بندفع التمن...انا وانتى وفريدة... ده لو انتى فعلا بتحبينى"
"انت لو حسيت انى بحب حد تانى... ولقيتنى معاه... هتتصرف ازاى"
"هزعل... هتنرفز... هسألك واتأكد انما مش هظلمك ابدا"
صمتت نادية... وصمت يحيي... جاء الجرسون بالطعام
وضعه فى صمت... وبدأت نادية تُطعم فريدة بصمت ايضا
ظل يحيي ينظر لهما... فلاحظت نادية وسألته
"بتبص لنا كده ليه ومش بتاكل"
"وحشتونى"
امسك يحيي بيد نادية...وجدها ترتعش بين يديه
"كفاية بقى يا نادية... ارجعيلى"